جلال آباد، كابول - أ ف ب، رويترز - تظاهر مئات الافغان في كابول ومدن أخرى شرق افغانستان امس، ضد القوات الغربية المتهمة بقتل تلاميذ خلال هجوم شنته في ولاية كونار الشرقية السبت. وأبدى الأفغان مخاوفهم من أن اصدار الرئيس الأميركي باراك أوباما اوامر في وقت سابق الشهر الجاري بإرسال 30 ألف جندي اميركي اضافيين إلى أفغانستان في محاولة لتحويل دفة الحرب، قد ينجم عنه المزيد من الهجمات وارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين. وفي جلال آباد (عاصمة الشرق الافغاني)، أغلق طلاب متظاهرون جاء معظمهم من جامعة ولاية ننغرهار، شوارع المدينة، وساروا وهم يرددون «الموت لاوباما» و «الموت للقوات الاجنبية». وأنذر الطلاب في بيان الحكومة ب «وجوب منع هذه العمليات الأحادية الجانب (للاميركيين) او سنحمل الاسلحة بدلا من الاقلام وسنقاتلهم». يأتي ذلك بعدما اتهم الرئيس الافغاني حميد كارزاي القوات الدولية بقتل عشرة مدنيين بينهم ثمانية تلاميذ في العملية في ولاية كونار المجاورة لننغرهار السبت الماضي. واعلنت قوات حلف شمال الاطلسي انها لم تشن اي عملية في المنطقة السبت، لكن مسؤولي الحلف في كابول اعترفوا بأن القوات الخاصة الاميركية كانت تعمل في المنطقة حينها. وخلال تظاهرة في أسد آباد عاصمة كونار، قال أسدالله وفا رئيس وفد رئاسي افغاني أرسل للتحقيق في الهجوم إنه تأكد من أن القتلى لم يكن بينهم أي متمردين. وأضاف للصحافيين: «هؤلاء الذين قتلوا كانوا مدنيين أبرياء، نريد أن نعثر على من أدلى بالمعلومات الخاطئة (بوجود متشددين هناك) ومعاقبته». وأشار وفا الى ان ثمانية فتيان تراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة وشابين في العشرينات من العمر قتلوا. وأذكت الخسائر البشرية بين المدنيين على يد القوات الغربية الغضب تجاه القوات الأجنبية التي يقول الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد قوات حلف شمال الأطلسي إنها تقوض مهمته. ومنذ توليه القيادة في حزيران (يونيو) الماضي، أصدر ماكريستال أوامر جديدة تهدف الى خفض أعداد القتلى بين المدنيين من خلال وضع حدود لاستخدام الأسلحة. وقضى الفريق الذي يقوده وفا عدة أيام في إجراء مقابلات مع مسؤولين محليين وأقارب للقتلى، لكن موقع الهجوم يخضع لسيطرة «طالبان» الى حد كبير ومن الخطورة الشديدة أن يزوره مسؤولون حكوميون. وقالت القوات التي يقودها حلف الأطلسي إن الغارة كانت عملية مشتركة وإنها ما زالت رهن التحقيق، لكن ظاهر عظيمي الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية قال إن القوات الأفغانية لم تشارك فيها. وصرح وفا بأن القوات الأجنبية نقلت جواً لتنفيذ الهجوم مما بدد بعض الارتباك في شأن العملية التي كان مسؤولون بارزون قد وصفوها في ما سبق بأنها غارة جوية وهجوم «بأسلوب القوات الخاصة».