أخذنا الموضوع من باب التعاطف مع حارس مرمى النصر الشاب عبدالله العنزي، عندما أخطأ في التسبب بخسارة فريقه امام الشباب في الجولة الماضية، بالسماح بولوج هدفين لم يكونا لا على البال ولا على الخاطر بالنسبة للنصراويين، وخرج من الملعب بعد نهاية المباراة متحسراً يذرف الدموع وفي حال انهيار، ما خلق تلك الأجواء التعاطفية التي أنست النصراويين الخسارة. وكرة القدم لا تعترف بالعواطف، فهي لعبة تحتاج الى تركيز وتضحية، فالنتيجة التي تذهب لا تعود مرة أخرى، حتى ان معظم الجماهير النصراوية خرجت مستاءة من النتيجة، مشيرة الى من كان السبب في تلك الخسارة، فقد لا يكون ذنب حارس المرمى انه وضع في تلك المباراة لتقذف به الظروف ليكون الحارس البديل الذي يدافع عن ألوان الفريق في مباراة حساسة جداً، انه ذنب من اختاره، على رغم انه أي الحارس النصراوي كان عائداً من مباراة خاضها قبل 24 ساعة فقط من ذلك اللقاء الملتهب، واختياره كحارس بديل تم بناء على هبوط مستوى الحارس كميل الوباري. إن مسؤولية حراسة المرمى هي مسؤولية كبيرة وتعتبر مهارة فريدة، ويمكن أن يؤدي الأداء «الركيك» لحارس المرمى إلى خسارة الفريق الذي يلعب له، بينما يمكن للأداء الجيد أن يؤمن الفوز، وحارس المرمى هو المفصل الأساسي على خط المرمى أكثر من أي لاعب آخر، فأفضل الحراس هم أكثرهم تركيزاً، فيتوجب على حارس المرمى أن يتخذ العديد من القرارات بسرعة وهدوء، وهو ما لم يكن متوافراً في الحارس النصراوي الشاب، فإذا كان اختياره تم على اساس انه مجرد تكملة عدد كونه حارساً احتياطياً، فإن الملام في هذا الأمر هو من قرر اختياره دون مراعاة احتمال ان يشارك في المباراة لأي سبب كان، وهو ما حدث في المباراة فدفع الفريق الثمن غالياً بمجرد خطأ ارتكبه صاحب القرار في ذلك المساء، ومثل تلك المباريات يجب التحسب لها، خصوصاً ان الحارس العنزي منح فرصة الدفاع عن المرمى النصراوي في مباراة الحزم، وأعلن من تلك المباراة ان الوقت ما زال باكراً على ان يحرس المرمى النصراوي فكان وجود الحارس الوباري (الهابط المستوى) أفضل بكثير من حارس ما زال لا يملك الخبرة الكافية ولا حتى المرونة المطلوبة ليكون الحارس الأساسي او حتى الاحتياط. ان الحارس الشاب العنزي خامة طيبة وينتظره مستقبل كبير، لكن المشكلات ان هناك تصرفات ربما تحرق هذا النجم في وقت قياسي من المشرفين عليه فنياً بدفعه في المواجهات الكبيرة التي تتطلب الخبرة فيها قبل أي شيء آخر، وهي أمور لا تتوافر في هذا الحارس مهما كان الرأي الفني حوله من أنه حارس المستقبل في النصر، وهناك من الجماهير النصراوية من يخشى المكابرة بدفع هذا الحارس الشاب في مباراة الغد، لكي يثبت ان قراره قرار سليم، وان من يطالبون بعدم الاستعجال عليه هم أناس لا يفقهون في عالم الكرة، واذا ما قدر لنا أننا سنشاهد هذا الحارس يحرس المرمى النصراوي، على رغم استبعاد هذا الأمر، فإليكم الفارق الفني العجيب، فالحارس محمد الدعيع أصبح حارساً دولياً يشار اليه بالبنان قبل ان يولد حارس النصر المنتظر. [email protected]