أثار مسؤولان من الأممالمتحدة مع مسؤولين في الخرطوم أمس، قضايا الحريات وحقوق الإنسان وحقوق المرأة، وطالبا الحكومة بخطوت عملية لتحسينها، بينما طالب السودان برفع العقوبات المفروضة عليه، منتقداً المجتمع الدولي لتقاعسه عن مساعدته وعدم وقف الحرب. وناقش الخبير الدولي المستقل لحقوق الإنسان في الخرطوم ارستيد نوسين والمقررة الخاصة لبرنامج مكافحة العنف ضد المرأة التابع للأمم المتحدة رشيدة مانغو في محادثات منفصلة مع وزارتي العدل والخارجية تطورات حقوق الإنسان والمرأة في السودان وفرص تحسينها عبر إقرار تشريعات والممارسة العملية وتدريب موظفي الجهات المرتبط بها. وقال وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة إنه أبلغ نوسين حرص حكومته على تعزيز وحماية حقوق الإنسان والتزامها محاربة الاتجار بالبشر ومكافحة العنف ضد النساء والأطفال والحد من ظاهرة الاغتصاب. وانتقد وزير العدل المجتمع الدولي واتهمه بعدم الالتزام بتقديم المساعدات والدعم الفني لرفع مستوى حقوق الإنسان في بلاده وعدم السعي إلى وقف الحرب فيها عبر الضغط على الحركات المسلحة، إلى جانب الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد والذي انعكس سلباً على حياة المدنيين. وأجرت المقرِرة الخاصة لبرنامج مكافحة العنف ضد المرأة التابع للأمم المتحدة رشيدة مانغو، محادثات مع وزير الدولة للخارجية كمال إسماعيل الذي نقل إليها احترام بلاده لحقوق المرأة، لكنه طالب بإلغاء العقوبات المفروضة على السودان، لتأثيرها السلبي في أوضاع حقوق المرأة. وقالت مانغو إن زيارتها الى السودان ترمي إلى تقييم الوضع العام للعنف ضد النساء والفتيات، وجمع معلومات مباشرة من ضحايا العنف، لتقييم الوضع في مناطق النزاع وغيرها، بما في ذلك العنف ضد اللاجئات والنازحات. على صعيد آخر، تمسك المتمردون في دولة جنوب السودان باستمرار الحرب، معتبرين ذلك أفضل من توقيع سلام هش مع حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت. وقال رئيس أركان قوات التمرد بالوكالة قارهوث اركوث إن مجموعته تريد السلام وتحترم الوساطة الدولية، لكن من دون وجود سلفاكير. وأكد اركوث إنهم لن يوقعوا اتفاق سلام مع جوبا ما لم يتنح سلفاكير من منصبه. إلى ذلك، حمّلت الإدارة الأميركية حكومة جنوب السودان مسؤولية تجدد القتال مع المتمردين في ولاية الوحدة الغنية بالنفط. ودانت السفاة الأميركية في جوبا الهجوم المستمر من قبل الحكومة على مواقع التمرد واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، ولا سيما في مناطق مايوم وجنوب بانتيو، وذلك عقب هجوم القوات الحكومية على بلدة اللير مسقط رأس زعيم المتمردين رياك مشار.