تعد مدينة تدمر في الريف الشرقي لمحافظة حمص (وسط سورية) والتي يشن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً للسيطرة عليها حالياً، واحدة من أهم المعالم الأثرية في سورية ويُطلق عليها لقب «عروس الصحراء». ووفق موسوعة «ويكيبيديا»، فإن تسمية تدمر باسمها هذا (أو بالميرا باللاتينية) ظهرت في مخطوطات بابلية وُجدت في «مملكة ماري» السورية على الفرات، وهي تعني «بلد المقاومين» باللغة العمورية و «البلاد التي لا تقهر» باللغة الآرامية السورية القديمة. وأصبحت تدمر عاصمة لمملكة من أهم ممالك الشرق (مملكة تدمر) تحت قيادة الملكة زنوبيا التي نافست روما على النفوذ في المنطقة. وآثار تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب (شمال). وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبدالكريم لوكالة «فرانس برس» الخميس رداً على سؤال في اتصال هاتفي: «إنها اللحظة الأصعب بالنسبة إليّ منذ أربعة أعوام. إذا دخل تنظيم داعش إلى تدمر فهذا يعني دمارها. إذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية». وأضاف: «سيكون ذلك تكراراً للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل»، في إشارة إلى المواقع والآثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) الماضيين. وتعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية للدمار والضرر والنهب خلال أربع سنوات من النزاع السوري وفق ما أعلنت الأممالمتحدة بناء على صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية. ونجم جزء من هذه الأضرار عن المواجهات العسكرية فيما وقع بعضها الآخر نتيجة «عمليات تنقيب غير شرعية وأعمال جرف أحياناً»، على غرار ما حصل في ماري ودورا أوروبوس وأفاميا وعجاجة (شمال شرق)، ووادي اليرموك في درعا (جنوب)، وحمام التركمان بالقرب من الرقة (شمال).