كشفت مصادر مأذون لها في الخرطوم أمس، أن الرئيس عمر البشير يتجه إلى تغيير غالبية حكّام الولايات والطاقم الوزاري عقب أداء اليمين الدستورية في بداية الشهر المقبل، وسيمنح القوى السياسية التي دعمته في الانتخابات الرئاسية وتحالفت مع حزبه في الاشتراعية حوالي نصف مقاعد مجلس الوزراء، لكنه سيحتفظ بالوزارات السيادية. وقال مسؤول كبير في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير ل»الحياة» أمس، إن الرئيس كلّف لجنة لتقييم أداء الوزراء فرغت من مهماتها، مرجحاً تغيير الطاقم الوزاري الحالي لمواجهة تحديات عدة تواجه البلاد. كما سيستبدل غالبية حكام الولايات بعدما بات قرار تعيينهم بيد البشير عقب التعديلات الاخيرة على الدستور التي ألغت انتخاب هؤلاء من الشعب. وأضاف المصدر ذاته أن الحزب الحاكم الذي فاز ب75 في المئة من مقاعد البرلمان سيحتفظ بالوزارات السيادية وخصوصاً الدفاع والداخلية والخارجية والمال والنفط، فيما سيمنح باقي القوى التي تحالفت معه في الانتخابات حوالي نصف مقاعد الحكومة أي 23 وزارة تقريباً، مشيراً إلى أن حصص الأحزاب ستكون وفق أوزانها الانتخابية. الى ذلك أعلن تحالف «قوى الإجماع الوطني» المعارض رفضه المشاركة في أي حوار مع النظام، مؤكداً أن الانتفاضة الشعبية هي خياره الأوحد لإطاحة النظام وبناء بديل ديموقراطي. وذكر بيان صدر عقب اجتماع رؤساء أحزاب تحالف المعارضة، إنهم لم يشاركوا في «حوار المساومة والاستيعاب»، الذي يطرحه النظام وفق منهجه القديم، وأقروا الشروع مع شركائهم في قوي «نداء السودان» الذي يضمهم مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية» بتنفيذ برنامج عمل مشترك بعنوان: «طريق الانتفاضة». من جهة أخرى، أمرت الرئاسة السودانية، بتسريع تطبيق استراتيجية خروج قوات البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي «يوناميد» من دارفور، وإعداد قوات الحكومة لتأمين المناطق التي تبدأ القوة المشتركة من الانسحاب منها. وقال وزير الخارجية علي كرتي عقب لقائه نائب الرئيس بكري حسن صالح، أن الأخير أمر ببذل المزيد من الجهود لتنفيذ استراتيجية خروج «يوناميد» من دارفور، وفقاً لما يتم التوافق عليه بين الحكومة والأمم المتحدة، مشدداً على أهمية دور الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن. في شأن آخر، حضّت دول الاتحاد الأوروبي الحكومة السودانية على الاسراع في السماح للمنظمات الانسانية الدولية بالوصول الى مناطق القتال في دارفور، كما حذرت «يوناميد» من حال التعبئة المستمرة بين قبيلتي المعاليا والرزيقات.