تظاهر مواطنو مدينة كاس في ولاية جنوب دارفور، أمس، احتجاجاً على مهاجمة مجموعات مسلحة ثلاثة من مخيمات النازحين، ومقتل وإصابة نحو 18 نازحاً انتقاماً لمقتل شرطي. وعززت السلطات القوات الحكومية هناك لمنع تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة. وهاجمت مجموعات مسلحة أول من أمس مخيمات كاس وحجر والبيطري عقب مقتل شرطي، ما أدى إلى مقتل 4 من المواطنين وإصابة 14 آخرين. وأفاد شهود أن شرطياً قُتل ونهب سلاحه فتحرك المئات من عشيرته مسلحين على ظهور جياد وجمال للثأر من مقتله، وأحرق المسلحون جزءاً من أحد المخيمات وسوق مدينة كاس. وقال شهود من كاس ل «الحياة» هاتفياً إن الهجوم استمر منذ الساعات الأولى من الصباح وحتى الأولى بعد الظهر بالتوقيت المحلي ما نشر الرعب في أوساط المواطنين وتسبب في نزوح سكان المخيمات إلى داخل المدينة. ولم تتمكن السلطات المحلية من السيطرة على الموقف إلا بعد وصول قوات الشرطة والأجهزة الأمنية من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور التي تبعد عن كاس 80 كيلومتراً. ونشرت السلطات أعداداً كبيرة من القوات الحكومية في المدينة لحفظ الأمن. إلى ذلك، أجرى الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ووفد كبير من مركزه لمراقبة الانتخابات لقاءات منفصلة مع زعماء القوى السياسية في الخرطوم للوقوف على ترتيبات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في نيسان (ابريل) المقبل. وقال زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي عقب استقباله كارتر في مقر اقامته، إنه أبلغ الرئيس الأميركي السابق مخاوف القوى السياسية من عدم تمتع المفوضية التي تشرف على الانتخابات بالاستقلال الكافي مثلما يحدث في البلدان الحرة والديموقراطية، داعياً الى معالجات تُبعد المفوضية من تدخل السلطة والمال في شؤونها، فضلاً عن الضغوط و«الفساد السافر» الذي يمكن ان يواجه العملية الانتخابية بخاصة في الريف. وكشف انه تلقى دعوة لزيارة مقر مركز كارتر في الولاياتالمتحدة لكنه أعتبر أن الرحلة إلى أميركا مليئة ب «العوارض» و «قطاع الطرق» الذين يمكن ان يعرقلوها. ودعا الترابي في تصريحات إلى الصحافيين الرئيس عمر البشير الى عدم القلق من قرار المحكمة الجنائية بتوقيفه وإنما القلق من عدم فوزه في الانتخابات الرئاسية، وتوقع أن يأتي البشير الثالث أو الرابع في الدورة الأولى للانتخابات. وفي الدوحة علمت «الحياة» أن مستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين الذي وصل إلى العاصمة القطرية أمس سيلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يرأس اللجنة العربية - الافريقية - المعنية بملف دارفور ومسؤولين قطريين. وواصل الممثل الخاص المشترك للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة (يوناميد) ابراهيم جمباري اجتماعاته في قطر أمس لليوم الثاني والتقى الوفد الحكومي السوداني برئاسة الوزير أمين حسن عمر، كما التقى شخصيات دارفورية مرموقة مثل الدكتور التيجاني السيسي وهو حاكم سابق في اقليم دارفور ويعمل في منظمة دولية حالياً. و اجتمع جمباري مع الوسيط الافريقي الدولي جبريل باسولي «في جلسة مطولة». وقال الناطق باسم البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة نور الدين المازني ل «الحياة» إن جمباري سيغادر اليوم الى الفاشر (دارفور) وسيقدم تقريراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ حول نتائج مشاوراته في الدوحة مع وفود الحكومة السودانية والحركات الدارفورية والحكومة القطرية والوسيط الافريقي الدولي. وقال إن «يوناميد» دعت حركات دارفور المسلحة إلى «التوصل لاتفاق لوقف العدائيات مع الحكومة السودانية لأن ذلك سيخلق أجواء مناسبة للمفاوضات، كما أكدنا أن (يوناميد) جاهزة لمراقبة أي اتفاق يوقع في الدوحة لوقف العدائيات أو اطلاق النار في دارفور».