استدعت الانقسامات داخل حزب «الوفد» المصري تدخلاً من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي اجتمع مع طرفي النزاع ودعاهما إلى لجم الخلاف الداخلي «حرصاً على الحزب كقلعة من قلاع الحياة السياسية». وكانت دعوة رئيس «الوفد» السيد البدوي إلى إجراء انتخابات الهيئة العليا للحزب الذي حل ثالثاً في الانتخابات البرلمانية عام 2012، تسببت في حصول انقسامات بين مؤيدي رئيس الحزب ومعارضيه بقيادة منافسه على زعامة الحزب فؤاد بدراوي. واجتمع السيسي أمس في قصر الاتحادية الرئاسي بقيادات الجبهتين، داعياً إياهم إلى «نبذ الخلافات والانقسامات وتوحيد الصف وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، مشدداً على أن «المرحلة الراهنة تقتضي إعلاء المصلحة الوطنية». ووفقاً لبيان رئاسي، فإن الاجتماع ضم إضافة إلى البدوي الأمين العام للحزب بهاء أبو شُقة، ومن جبهة المعارضين فؤاد بدراوي وعضو الهيئة العليا المحامي عصام شيحة. ونقل البيان تنبيه السيسي إلى أنه «يتعين التنسيق والتعاون بين مختلف القوى السياسية، سواء داخل الحزب الواحد أو بين الأحزاب وبعضها، وذلك في ضوء الإعدادات الجارية لعقد الانتخابات البرلمانية، لتشكيل مجلس نواب واعٍ ومسؤول وقادر على إحالة نصوص الدستور الذي أقره المصريون إلى واقع ملموس في حياة المواطنين، بما يسهم في تحقيق آمالهم وطموحاتهم». وكانت الانقسامات داخل «الوفد» أثارت مخاوف من تأثيرات على حصته النيابية في التشريعيات المتوقع انطلاقها في آب (أغسطس) المقبل، ويتحفظ الوفد عن القوانين المنظمة لها. وأوضح البيان الرئاسي أن السيسي وجّه ب «احتواء الخلاف الداخلي في الوفد، حرصاً عليه كقلعة من قلاع الحياة السياسية المصرية، وحفاظاً على تاريخه باعتباره أميناً على تراث الحركة الوطنية»، مشيراً إلى أنه «في إطار رغبة الأطراف في رأب الصدع تم الاتفاق على إنهاء الأزمة في شكل يرضي جميع الأطراف، وفي إطار من الشفافية والديموقراطية التي تعد من ثوابت الوفد». ومن المفترض أن تكون «جبهة الإصلاح» التي يقودها بدراوي عقدت اجتماعاً مساء أمس، بالتزامن مع اجتماع للهيئة العليا للحزب يبحث في تسوية الأزمة الداخلية ورفع تجميد عضوية جبهة المعارضين للبدوي.