أبلغ مصدر روسي «الحياة» أمس، أن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف في سوتشي الثلثاء، نجحت في كسر الجليد في علاقات الطرفين، لكنها لم تحقّق اختراقاً في أي من الملفات الخلافية، على رغم بروز تقارب واضح في مسائل مطروحة. وأشار إلى أن أجواء الحوار كانت إيجابية وتميّزت ب «رغبة جدية من الطرفين في تجاوز مرحلة الخلاف ومحاولة الاتفاق على مداخل مشتركة لمناقشة الملفات الأكثر صعوبة»، لافتاً إلى أن الأمر ظهر من خلال مناقشة الملف النووي الإيراني والوضع في أوكرانيا. وفي الموضوع الأول، برز تفاهم واسع على أهمية إنجاز اتفاق نهائي مع طهران، وأبدى كيري قناعة بأنه من دون تنسيق كامل مع موسكو، لا يمكن تطبيق الاتفاق. لكن في المقابل دعا الوزير الأميركي الرئيس الروسي الى عدم التسرّع في تسليم طهران صواريخ «أس-300» المتطورة. وأقرّ كيري بأن العقد لا ينتهك القوانين الدولية، لكنه نبّه الى أن تسليم إيران الصواريخ يضيف «عناصر سلبية» إلى الوضع المتوتر أصلاً في المنطقة. وفي الملف الأوكراني، برز تفاهم على ضرورة الاستناد الى اتفاق مينسك للتهدئة، باعتباره أساساً للتسوية. وجرى نقاش مطول حول الوضع الحالي ميدانياً، وأقرّ لافروف وكيري بأن طرفَي النزاع يتحملان مسؤولية انتهاك الهدنة. وقال المصدر الروسي إن الجانبين تعهدا مواصلة العمل لإقناع طرفَي النزاع بالالتزام بخطة مينسك. وأجرى كيري اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أكد خلاله ضرورة الالتزام بخطة التسوية السياسية، للخروج من الوضع الراهن. وخلافاً لملفَي أوكرانياوإيران، اللذين شهدا مناقشات مستفيضة واتفاقات محدودة، لم ينجح الطرفان في تقريب وجهات النظر إزاء الموضوع السوري، على رغم الحديث عن أهمية الاستناد الى بيان جنيف1 بوصفه أساساً للحل. هذا الأمر عكسه قول يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي للشؤون السياسية، إن كيري اكد خلال المناقشات أن التقدّم في عملية التسوية ممكن فقط بعد نقل السلطة سياسياً في سورية. على رغم ذلك، أعلن الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي مع لافروف أن الطرفين «سيعودان خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة الأزمة السورية». لكن لوحظ أن الوزير الروسي لم يعلّق على هذا الموضوع، ما عكس استمرار تباعد وجهات النظر في شأنه. وأشار المصدر إلى أن «النجاح الأساسي» الذي توّج مفاوضات الساعات الثماني التي قضاها الوزير الأميركي مع لافروف وبوتين، تمثّل في ترسيخ قناعة بضرورة الانتقال من الحملات الإعلامية والتصريحات الساخنة، إلى غرف الحوار لمناقشة الملفات المطروحة في شكل عملي، معتبراً أن هذا المدخل يؤشر إلى إطلاق مرحلة جديدة في العلاقة، على رغم أنه لا يعني بالضرورة التوصل إلى اختراقات سريعة. في تركيا حيث اجتمع وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي، اعتبر كيري أن «الوقت حاسم من أجل أن تتحرك روسيا والانفصاليون لتنفيذ اتفاق مينسك». وأضاف أن الولاياتالمتحدة تفضل عدم استمرار العقوبات على روسيا، لكنها ستبقيها طالما استدعى الأمر.