وجهت تركيا أمس (الثلثاء) انتقاداً شديد اللهجة إلى روسيا مؤكدة أن لا شيء يبرر ما تقوم به في أوكرانيا ودول أخرى مجاورة، وذلك عشية اجتماع وزاري ل «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) اليوم وغداً في أنطاليا غرب تركيا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "لا شيء يبرر ما تقوم به روسيا في محيطها. نحن مستعدون لأداء دور بنّاء بين روسيا والغرب في الأزمة الأوكرانية". وسمى الوزير التركي أوكرانيا والقرم وجورجيا، في إشارة إلى المعارك في أوكرانيا وضم روسيا لشبه جزيرة القرم في العام 2014، واعترافها بمنطقتين انفصاليتين في جورجيا بعد نزاع العام 2008. وذكّر جاويش أوغلو بأن "وضع أقلية التتار المسلمين يشكل مصدر قلق بالنسبة لتركيا منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم"، لافتاً إلى أن وفداً من النواب الأتراك زار التتار أخيراً في القرم وسيصدر توصياته قريباً. وأشار إلى أن "الغرب ارتكب خطأً عندما طلب من أوكرانيا أن تختار بين أوروبا وروسيا". وأضاف جاويش أوغلو "للأسف مع أن جدار برلين انهار، إلا أن الجدار في أذهاننا لا يزال قائماً". وأوضح أنه إضافة إلى التهديد الذي يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) فإن التهديد من الشرق يمكن أن يكون من المواضيع الرئيسة التي سيتم التباحث في شأنها خلال قمة وزراء خارجية دول الأطلسي التي تبدأ اليوم. وكانت العلاقات بين تركياوروسيا تحسنت في الأشهر الماضية. وتعمل الدولتان معاً على مشروع كبير لأنبوب غاز جديد في البحر الأسود. وكانت تركيا امتنعت حتى الآن عن انتقاد الموقف الروسي إزاء أوكرانيا. وتتهم الدول الغربية روسيا بتسليح انفصاليين في شرق أوكرانيا وإرسال قوات عبر الحدود وهو ما تنفيه روسيا بشدة. إلا أن وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري أظهرا أمس في سوتشي أولى مؤشرات التهدئة بين بلديهما، بعد أزمة استمرت أكثر من عام على خلفية الحدث الأوكراني، وأعلنا عزمهما العمل معاً حول الملفات الدولية الكبرى. وأعلنت «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» التي ينتشر مراقبوها في منطقة النزاع، الأسبوع الماضي، زيادة في اللجوء إلى الأسلحة الثقيلة في شرق أوكرانيا، لا سيما استخدام قاذفات الصواريخ من طراز «غراد».