وصل مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى صنعاء قبل ساعات من دخول هدنة إنسانية من خمسة أيام، أعلنتها السعودية، حيز التنفيذ، بعد سبعة أسابيع من الغارات المكثفة على مواقع الحوثيين والمعارك الدامية في اليمن. ومنذ إطلاق التحالف العسكري في 26 آذار (مارس)، قتل 828 مدنياً على الأقل، على ما أعلنت الأممالمتحدة. وفاقم النزاع الأزمة الإنسانية في بلاد يعاني فيها 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي. وهي المهمة الأولى في اليمن للديبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي حل في نهاية نيسان (أبريل) محل المغربي المستقيل جمال بنعمر في 25 نيسان. وكان مبعوث الأممالمتحدة التقى الجمعة في الرياض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ إلى السعودية في مستهل العملية العسكرية. وقبل أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ الساعة 23,00 وفق التوقيت المحلي (20,00 تغ)، شنت مقاتلات التحالف العسكري غارات جديدة على مواقع الحوثيين وحلفائهم في حين استمرت المعارك بين هؤلاء ومناصري الرئيس المعترف به دولياً. واستهدفت طائرات التحالف مجدداً صباح أمس ومساء الاثنين مخزن أسلحة للحوثيين في جبل نقم الذي يشرف على شرق العاصمة، ما أدى إلى سلسلة انفجارات. وكانت الغارات الأولى استهدفت هذا المخزن عصر الاثنين، وأسفرت عن قتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 20 آخرين، على ما أفادت مصادر طبية. وفي عدن لم تنقطع المعارك بين المتمردين ومناصري هادي خلال الليل. وأعلن مصدر في الإغاثة قتل ستة أشخاص، بينهم خمسة مدنيين، وإصابة 52 آخرين. وأعرب مسؤول في الإدارة المحلية عن خشيته من عدم الالتزام بالهدنة في نظراً إلى تفاقم هجمات الحوثيين الذين قتل منهم ومن مناصري هادي العشرات خلال 24 ساعة في معارك عنيفة في محافظتي الضالع وشبوة الجنوبيتين. وفي تعز، جنوب غربي البلاد، قتل خمسة مدنيين في قصف مدفعي طاول متجراً ومنزلاً وجامعاً، على ما قالت مصادر طبية ومحلية. ودانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تكثيف الحوثيين مساعيهم لتجنيد الأطفال خلال الأشهر الماضية. وجاء في بيان لفريد أبرهامز، المستشار الخاص للمنظمة أن هذا التصرف قد يكون بمثابة «جرائم حرب». فالأطفال يشكلون حوالى ثلث مقاتلي الحوثيين ومجموعات أخرى في اليمن. وأعلنت السعودية الجمعة هدنة إنسانية من خمسة أيام لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى شعب أثقلت الحرب كاهله. وأعلنت القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح موافقتها على الهدنة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني. وهو السبب ذاته الذي تطرق إليه الحوثيون في معرض ردهم غير المباشر على الهدنة الإنسانية إذ أعربوا عن استعدادهم «للتعاطي بإيجابية» مع جهود رفع المعاناة. كما أعلنت الأممالمتحدة أنها تستعد للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق في اليمن. وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن استعداده «لتقديم حصص غذائية طارئة لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع». وكان البرنامج التابع للأمم المتحدة، أعلن في 30 نيسان (أبريل) أن النقص في المحروقات أرغمه على أن يوقف تدريجياً عمليات توزيع المواد الغذائية. ومنذ ذلك الحين رست سفينة محملة بحوالى 250 ألف ليتر من المحروقات والتجهيزات في ميناء الحديدة. وهناك سفينة ثانية، موجودة في المياه الدولية وتنقل 120 ألف ليتر من المحروقات، تنتظر التمكن من أن ترسو في الميناء. وعلى صعيد آخر، استغل تنظيم «القاعدة» الفوضى التي تعم اليمن واستولى في نيسان (أبريل) على مدينة المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت. أما الولاياتالمتحدة فأكدت أنها مصممة على الاستمرار في محاربة القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره الأكثر خطورة بين فروع التنظيم المتطرف. وقال مسؤول حكومي محلي في مدينة المكلا أن غارة جوية لطائرة من دون طيار «استهدفت مركبة لتنظيم القاعدة أسفرت عن قتل أربعة من أعضاء التنظيم بينهم قياديان»، كما سقط ستة جرحى. والقياديان هما مأمون حاتم، زعيم التنظيم في محافظة إب، ومحمد صالح الغرابي، قيادي أمني ميداني.