قررت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية فتح ملف تحقيق في «خطأ طبي» سيكلف طفلة يدها، التي من المقرر أن تُبتر الأحد المقبل، نتيجة هذا الخطأ الذي وقع في مستشفى القطيف المركزي. وسجلت مستشفيات الشرقية خلال الأسابيع الماضية سلسلة من الأخطاء المماثلة، التي كان أبرزها ما تعرض له الزميل محمد الثبيتي، الذي فقد حياته نتيجة «خطأ طبي» في مجمع الدمام الطبي. وأدخلت الطفلة سكينة المهنا (ستة أعوام) مستشفى القطيف المركزي لعلاجها من «التهاب الرئة»، بعد موجة الغبار الأخيرة التي هبت على المنطقة، وهي مصابة بتليف في الرئة منذ الولادة، لتدخل بعدها العناية المركزة. وقالت والدة الطفلة ل «الحياة»: «أصيبت سكينة بجلطة في اليد اليسرى نتيجة لمحاولات عدة، قامت بها إحدى الممرضات لإدخال إبرة المغذّي، ما أدخل سكينة العناية المركزة». وشددت الأم على أن «الخطأ اعترفت به إدارة المستشفى، وأوردته ضمن تخمينات الأطباء حول ما أصاب سكينة، فبادرنا بإرسال شكوى إلى مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، التي بدورها فتحت تحقيقاً في الأمر»، مطالبة ب «معاقبة من تسبب لسكينة في كل هذا الألم، وأن تعيش بقية حياتها التي هي في مقتبلها، بيد واحدة بسبب الإهمال». وتقف والدة سكينة حائرة بين «الجلد والصبر والتصدي للموقف أو الانهيار كلما رأت كف سكينة الأيسر يذوي، ليسقط كورقة الشجر في الخريف، غير أن الشجر ربما ينبت، وهذا ما لن يحدث مع كف سكينة الصغير». وقالت: «بعد تعرض يد طفلتي إلى جلطة حاول الأطباء في مستشفى القطيف المركزي معالجة الجلطة من خلال جراحة، وذلك بإدخال أنابيب، إلا أن نتيجتها كانت الفشل، لتدخل سكينة بعدها إلى العناية المركزة ثلاثة أسابيع». وحاولت الأسرة وإدارة مستشفى القطيف المركزي نقل سكينة إلى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، أومستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، طوال عشرة أيام، «ولكن عدم وجود سرير حال من دون استقبالها في أي من المستشفيين». واستدركت الأم «أخيراً حصلنا على سرير في تخصصي الرياض ولكن ليس للعلاج، لتخرج ابنتي تلوح بيديها مستقبلة الحياة، بل لبتر يدها فلا خيار آخر، وهذا ما سيحدث الأحد المقبل»، مؤكدة: «سنتابع الشكوى ولن نصمت، وأريد أن أصل بالشكوى إلى وزير الصحة، ليقف على ما حصل، فهل يعقل أن تدخل ابنتي إلى المستشفى بالتهاب في الرئة، وينتهي بها المطاف بكف واحدة؟!». بدوره، قال المتحدث باسم مديرية الشؤون الصحية في الشرقية أسعد السعود ل «الحياة»: «تلقت إدارة حقوق وعلاقات المرضى في «صحة الشرقية» الشكوى بتاريخ 15 رجب الجاري، وأحيلت على الفور إلى إدارة المتابعة الفنية في المديرية، وحضر الشاكي بعد يومين، لتعبئة نموذج شكوى طبية لتحديد دعواه، وماذا يطلب فيها، وذلك بحسب المتبع»، لافتاً إلى «بدء التحقق والتحقيق في موضوع الشكوى، وسيتم اتخاذ اللازم على ضوء النتائج».