تعرضت سفينة شحن تركية كانت في طريقها الى ميناء درنة شرق ليبيا، لقصف من البر وغارات جوية، فقتل مساعد قبطانها وجُرِح أحد أفراد طاقمها، وسط سجال ليبي- تركي حول عدم استجابة السفينة لتحذيرات السلطات المحلية بعدم الاقتراب من الشاطئ. وأبلغت «الحياة» مصادر في قاعدة طبرق البحرية أمس، أن السفينة قُصِفت ليل الأحد – الإثنين «لشك في نقلها أسلحة الى مجموعات متشددة في درنة تقاتل قوات الجيش» بقيادة الفريق خليفة حفتر منذ نحو سنة، علماً أن الخارجية التركية التي دانت الحادث، أعلنت أن السفينة تنقل ألواح جبس من إسبانيا. وأوضحت المصادر في طبرق أن «أوامر صدرت إلى سلاح البحرية الليبي بمحاولة سحب السفينة التي اشتعلت فيها النار، الى قاعدة طبرق لإجراء تحقيقات، لكن ذلك تعذَّر بعد مغادرتها المياه الليبية، بالتالي لم يعد ممكناً التأكد من حمولتها ولا تقدير الأضرار التي لحقت بها». وذكرت المصادر ان هذه «ليست السفينة التركية الأولى التي تقصد درنة أو غيرها من الموانئ الليبية»، مشيرةً إلى أن ميناء طبرق «استقبل قبل بضعة أيام ناقلة مازوت أفرغت حمولتها وغادرت بسلام، فيما تعرضت جرافتان لقصف في المياه الإقليمية الليبية بعد رصد وجهتهما الى درنة». ونفى العقيد محمد حجازي الناطق باسم «عملية الكرامة» أن تكون السفينة هوجمت في المياه الدولية، مؤكداً أن سلاح الجو الليبي أغار عليها عندما واصلت تقدمها لتصل إلى مسافة عشرة أميال قرب سواحل درنة. في المقابل، أعلنت الخارجية التركية في بيان، أن السفينة التابعة لشركة تركية وتحمل علم جزر كوك، «هوجمت في المياه الدولية». وأشارت الوزارة الى أن السفينة «دانوب 1» تعرضت ليل الأحد – الإثنين لقصف من البر، وهي على مسافة 13 ميلاً من سواحل طبرق حيث كانت تعتزم تفريغ حمولتها. وأوضحت أن السفينة حاولت الابتعاد بعد الهجوم، لكنها تعرّضت لغارتين جويتين أسفرتا عن مقتل «القبطان الثالث» للسفينة، وإصابات في صفوف طاقمها، وأضرار مادية فيها. ووصفت الخارجية التركية الهجوم بأنه «دنيء»، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنه. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول تركي أن أنقرة اتصلت بالأمم المتحدة ومنظمة الملاحة الدولية وقدمت مذكرة استفسار إلى السفارة الليبية في أنقرة. إلى ذلك، جدّدت «غرفة عمليات القوات البحرية الليبية» التابعة لسلطات طبرق، تحذيرها من أن «كل السفن والقطع البحرية التي تبحر في المياه المحظورة (باتجاه درنة)، ستكون هدفاً مشروعاً للقوات الجوية». ونُشر التحذير على موقع الحكومة الموقتة التي يرأسها عبدالله الثني. والسفينة التركية هي الثانية التي تُستهدف في المياه الليبية، بعد ناقلة نفط ترفع العلم اليوناني تعرضت لغارات في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها.