شهدت جازان عاصفة رعدية تسببت في تساقط عدد من الأعمدة الكهربائية، وانقطاع طرق في مناطق جبلية عدة، ومخاطرة شبان بالنزول إلى الأودية على رغم التحذيرات المستمرة من فرق الدفاع المدني، إلا أن المغامرات انعكست عليهم سلباً باحتجازهم في الأودية وطلب النجدة من فرق الإنقاذ لإخراجهم من دهم السيول. وأوضحت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة جازان عبر بيان صحافي صدر أمس، أن محافظات الدائر وفيفا والعارضة والعيدابي والحرث والحشر وأبوعريش والريث والطوال وضمد وجيزان وصبيا وبيش وفرسان شهدت هطول أمطار متفرقة، جرت على إثرها أودية هراين بالداير وخلب بالحرث والحميراء بالعارضه والملح وتعشر بالطوال وضمد. من جهته، قال المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الرائد يحيى القحطاني إنه تم نشر دوريات السلامة على الأودية لتحذير المواطنين ورفع الحالة لمركز القيادة والتوجيه عن مستوى السيول بالأودية وكمية الأمطار. وأشار إلى أن مركز القيادة والتوجيه أبلغ بانقطاع بعض الطرقات في محافظات جبليه، وتم التنسيق مع الجهات المختصة لفتح الطرقات. من جهة أخرى، كشفت الأمطار التي هطلت على منطقة عسير مدى ما تعانيه مشاريع أمانة عسير من خلل، خصوصاً الطرق والأنفاق مثل نفق المنسك وخميس مشيط وغيرها التي سرعان ما أصبحت مسابح كبيرة وخالية من التصريف، بعد أعوام من تحذير وسائل الإعلام ومطالبتها عمل جسور بدلاً من الأنفاق التي تقع وسط أودية. بدوره، قال المواطن أحمد عسيري: «للأسف إن مطراً متوسطاً محدوداً كشف مدى الإخفاق الكبير في مشاريع أنفاق الأمانة وسوء التصريف، وأنا أحمل وزارة الشؤون البلدية والقروية ومن اعتمد هذه المشاريع المسؤولية عما يحدث مستقبلاً». وذكر أن المشاريع غرقت في السيول، وتحولت إلى مسابح من أمطار خفيفة، فكيف لو حدثت أمطار غزيرة؟ وقال موظف العلاقات العامة في أمانة عسير إبراهيم العامر عبر مجموعة تواصل «واتسآب» تقنية تجمع عدداً من إعلاميين منطقة عسير، إن الأمانة جهة تنفيذية للمشاريع وليس لها علاقة بالمطر، مضيفاً: «المطر من ربنا». وحاولت «الحياة» التواصل مع أمين منطقة عسير المكلف صالح القاضي للاستفسار عن مسببات غرق الأنفاق التي تعتبر جديدة، وتوجه الأمانة في محاسبة المقصرين، بيد أنه لم يجب على الاتصالات المتكررة. وفي الباحة، أوضحت المديرية العامة للهلال الأحمر أن فرقها الإسعافية باشرت ثماني حوادث مرورية في أرجاء مختلفة من المنطقة، وذلك نتيجة لهطول أمطار غزيرة، إذ نجم عنها نحو 10 إصابات متفاوتة بين البسيطة وأخرى متوسطة. وقال المتحدث الرسمي بالهلال الأحمر في منطقة الباحة عماد الزهراني إن الفرق الإسعافية في المنطقة عملت على مباشرة ثماني حوادث مرورية أثناء تعرض المنطقة لهطول الأمطار، إذ نتجت من خلالها 10 إصابات متفاوتة، مشيراً إلى أن الفرق الإسعافية نفذت الخدمات العلاجية ل7 إصابات في موقع الحادثة المرورية، بينما عملت على نقل الحالات الأخرى إلى المستشفى. بدوره، أوضح المتحدث الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في منطقة الباحة العقيد جمعان الغامدي، أن الأمطار تسببت في انقطاع لبعض الطرق، تماسات كهربائية، توقف بعض المركبات، سقوط بعض الجسور الآيلة للسقوط، منوهاً بأنه تم التعامل مع جميع البلاغات. وبيّن الغامدي أن الأمطار تسببت في ست حوادث مرورية في كل من الباحة وقلوة وبلجرشي والمندق ونخال، كما تم سحب مركبتين في محافظة بلجرشي، ومركبتين في محافظة القرى، ومركبتين في بني حسن وادي الصدر، ومركبة بمركز نخال. وطالبت مديرية الدفاع المدني في منطقة الباحة المواطنين والمقيمين باتباع تعليمات السلامة الصادرة من الدفاع المدني والنشرات الجوية، مشدداً على أخذ الحيطة والحذر من البرك المائية التي تخلفها مياه الأمطار.