أكمل مع معرض الكتاب في بيروت وبعض الكتب التي اخترت أو أهديت في عرض مختصر آملاً بأن يطلبها القارئ. كانت هناك ندوة عن الأمير شكيب ارسلان، أمير البيان، وأهديت كتابه «مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه» التي تشمل الفترة بين سنة 1800 وسنة 1950، وهو من تحرير أستاذي وصديقي يوسف أيبش، رحمه الله، ومعه توما عريضة ويوسف الخوري. أعمال شكيب أرسلان تنشر بجهد من ابنته الست مي، زوجة كمال جنبلاط وأم وليد، والمدونة باكورة هذا الجهد الذي سيشمل مراسلات شكيب ارسلان مع محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ومحمد رشيد رضا وغيرهم. وأنا شخصياً لا أنسى لأمير البيان كتاب رحلات له تبع فيه حول جبال الألب آثار العرب، أو Saracens وهي كلمة كانت تطلق على العربي المسلم في القرون الوسطى، إلا انها اليوم تعني الشركس. العرب سيطروا على منافذ الألب حتى بعد سقوط الأندلس، وكانوا يفرضون أتاوة على القوافل التجارية، والأمير وجد لهم تاريخاً سلبياً لأنه مسجل لدى أعدائهم في الأديرة. وهو تحدث عن قرى في المنطقة قرب مدينة كور Chur ملامح سكانها عربية بعد أن أستوطنوا واندمجوا بأهل المنطقة. وأنا أعرف كور حيث نُغيّر القطارات في طريقنا الى التزلج على الثلج. مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه تبدأ بخبر عن التقسيمات الإدارية للدولة العثمانية في بلاد الشام، وتنتهي بخبر يحمل تاريخ 30/12/1950 عن إصدار الملك عبدالله، ملك الأردن، مرسوماً بتعيين راغب باشا النشاشيبي وزير دولة بعد ان كان وزير المواصلات. بين هذا وذاك قرأت خبراً تاريخه 16/1/1922 ينقل عن جريدة «البشير» احصاء عن سكان بيروت يقول: اسلام 37 ألفاً، موارنة 18 الفاً، روم أرثوذكس 14 ألفاً، روم كاثوليك خمسة آلاف، يهود أربعة آلاف، وبعد ذلك دروز وشيعة وبروتستانت وأرمن وغيرهم كثير. في خبر لاحق بتاريخ 7/11/1946 قدم النائب صبري حمادة وسبعة من زملائه اقتراحاً الى مجلس النواب اللبناني يطلبون فيه الغاء الطائفية وتعديل المادة 95 من الدستور التي تكرسها. الأخبار من 1947 و1948 عن فلسطين مؤلمة جداً. أين كنا؟ أين أصبحنا؟ ثمة أخبار كثيرة عن إرهاب اسرائيلي، بينه المعروف مثل اغتيال الكونت برنادوت ونسف فندق الملك داود، ثم هناك خبر عن استعمال اليهود مواد كيماوية ضد الجيش المصري. وفي 8/4/1948 قتل قائد الجهاد المقدس في معركة القسطل وفي اليوم التالي كانت مجزرة دير ياسين وفي 19/4 سقطت طبريا، وفي 22/4 انسحبت القوات البريطانية من حيفا لتسقط في أيدي اليهود، وفي 8/5 سقطت يافا وفي 10/5 سقطت صفد، وفي 15/5 أعلن بن غوريون قيام دولة اسرائيل. ومن أمير البيان الى شيء مختلف كثيراً هو «السيدة مريم في القرآن الكريم» للدكتورة حُسْن عبّود، وكنت طلبت كتابها في الصباح من معرض الكتاب وعدت في المساء الى مبنى «بيال» المجاور لحضور حفلة زفاف واصف وليال، ابنها وبنت الدكتور الصديق محمد بلبل. أكتفي اليوم بالإشارة الى الكتاب لأنني لم أقرأ منه سوى مقدمته التي كتبها الدكتور رضوان السيد، وكان معنا في الحفلة، وفصلين عن المصادر والمنهج وثم سورة مريم في القرآن الكريم وشكل الوحدات الأدبية. لا أقول سوى ان الدكتور هشام شرابي كان سيسر كثيراً بهذا العمل، وأصله رسالة دكتوراه، لأنه طلب مني يوماً في جورجتاون أن أكتب ورقة عن المرأة في القرآن الكريم، انتهيت فيها الى السيدة مريم، وكيف أن دورها في الإسلام أهم كثيراً منه في المسيحية، حتى إن بعض الفقهاء الأندلسيين، مثل ابن حزم، اعتبروها نبيّة لأنها تحدث جبريل الذي يحدّث الأنبياء فقط. ولا بد أن ما كتبت نقطة في بحر كتاب أختنا حُسْن. وعندي كتاب آخر هو «ألف فتوى وفتوى: مسلمون في مهب فوضى الفتاوى» من تأليف الزميل والصديق فؤاد مطر. ولا أعتقد أن هناك أحداً ينكر أهمية الموضوع. وكان أخونا فؤاد أهداني كتابه في لندن وسافرت الى بيروت في اليوم التالي، واشتريت نسخة من معرض الكتاب لأقرأه في طريق العودة. أخيراً هناك «الليلة سأعترف» من تأليف ريما كركي وإصدار الدار العربية للعلوم/ ناشرون، ككتاب فؤاد مطر. جلست مع أخينا فؤاد وهو يوقع كتابه للمشترين، ولاحظت لنفسي أنه وقع وحيداً، في حين أنني في اليوم السابق تابعت توقيع ريما كتابها تحت أضواء التلفزيون ومصوري الصحف. قرأت بعضاً من مقالات الحسناء ريما القادمة من عالم المرئي والمسموع الى الكتابة، ووجدت فيها جرأة وخفة دم وهو مزيج كافٍ، ما يعني أن تكون لي عودة الى كتابها في المستقبل. [email protected]