غيّب الموت مساء الجمعة الماضي في أحد مستشفيات عمان المؤرخ والمفكر السياسي الفلسطيني – اللبناني، السوري الأصل، أنيس الصايغ عن عمر يناهز الثامنة والسبعين. وكان الصايغ يحتفل بعيد الميلاد مع زوجته وأولاده عندما ألمّت به وعكة صحية، نقل على أثرها الى المستشفى ولم يلبث أن فارق الحياة. كان أنيس الصايغ فلسطينياً بهوية لبنانية وأصل سوري، نشأ نشأة قومية سورية ثم انتقل الى ميدان القومية العربية، يحمل شهادة دكتوراه في التاريخ من جامعة كامبريدج. هذه الهوية المتعددة تحدّث عنها في كتابه الأخير الذي صدر قبل ثلاثة أعوام وعنوانه «مذكرات أنيس الصايغ» وفيه استعاد المعالم البارزة من سيرته الذاتية والعائلية، ومساره الفكري والسياسي. أسس أنيس الصايغ «مركز الأبحاث الفلسطيني» الذي كان بمثابة منتدى فلسطيني، يجمع بين الفلسطينيين، في الشتات العربي والعالمي، ويرافق الحركة السياسية الفلسطينية ويوثق الذاكرة الفلسطينية. وأسس أيضاً مجلة «شؤون فلسطينية» الشهيرة في السبعينات من القرن الماضي، ومجلة «شؤون عربية» و «المستقبل العربي» و «قضايا عربية». وأشرف على تحرير «الموسوعة الفلسطينية» وكان رئيس تحريرها، وهي تعدّ أهم مرجع لقراءة تاريخ فلسطين القديم والحديث وتاريخ القضية الفلسطينية. وضع الصايغ كتباً عدة، في التاريخ والسياسية ومنها: «جدار العار»، «الهاشميون والثورة العربية»، «الفكرة العربية في مصر»، «لبنان الطائفي» و «13 أيلول»، وفي هذا الكتاب يعرب عن موقفه السلبي إزاء اتفاق أوسلو. وينقل جثمان الراحل الكبير الى بيروت حيث يوارى الثرى.