بغداد - أ ف ب - قُتل أربعة عراقيين في ثلاثة اعتداءات بينهم شخصان لقيا حتفهما في انفجار استهدف موكباً شيعياً في منطقة بغداد الجديدة شرق العاصمة العراقية وأسفر أيضاً عن جرح ثمانية زوار آخرين، بحسب مصادر أمنية عراقية. وأوضحت هذه المصادر أن «عبوة انفجرت لدى مرور موكب شيعي لاحياء ذكرى شعائر محرم، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين». وأضافت أن «الانفجار وقع بعد منتصف النهار في منطقة بغداد الجديدة». الى ذلك، أُصيب تسعة أشخاص بينهم خمسة من عناصر الشرطة، في انفجار عبوة ضد موكب شيعي مماثل في منطقة الزعفرانية (جنوب) في ساعة متأخرة من ليل أول أمس، وفقاً لمصدر أمني. ويرتفع الى 27 قتيلاً و136 جريحاً عدد ضحايا الهجمات التي استهدفت المواكب الشيعية منذ يوم الثلثاء الماضي. إلى ذلك، ذكرت الشرطة أن شرطياً وثلاثة مدنيين أُصيبوا في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق كانت تستهدف دورية للشرطة العراقية في بلدة طوزخورماتو الواقعة على بعد 170 كيلومتراً شمال بغداد. وفي الفلوجة، أعلنت مصادر أمنية أن ضابطاً في الشرطة العراقية برتبة مقدم قُتل في انفجار قنبلة خارج منزله في وسط المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب بغداد. وذكرت الشرطة أن زعيماً عشائرياً قُتل في انفجار قنبلة قرب منزله في أبو غريب على المشارف الغربية لبغداد. ونشر العراق عشرات الآلاف من الجنود لحماية الزوار الشيعة، كجزء من إجراءات أمنية مكثفة تأمل الحكومة أن تمنع إراقة الدماء التي عكرت احتفالات دينية سابقة. ولا يعكس تشديد الأمن تهديد المتشددين الذين دأبوا على استهداف احتفالات الشيعة منذ عام 2003 فحسب، بل الأضرار السياسية المحتملة التي يمكن ان تسببها الهجمات الكبرى قبل الانتخابات في آذار(مارس) المقبل. ويتوقع ان يصل أكثر من مليون زائر الى كربلاء. وقال محافظ المدينة أمال الدين الهر إن 20 ألف عنصر من قوات الأمن شكلوا سبعة نطاقات حولها. ووضع ألف قناص على المباني وتراقب الوضع قوات، مستخدمة الكلاب البوليسية وأدوات كشف المتفجرات.وتفتش مئات النساء الملابس السوداء الكثيفة للزائرات. وكان الأمن مشدداً في بغداد أيضاً، حيث بدأ الزوار المسيرة التي تصل الى 80 كيلومتراً الى كربلاء. وتوجه آخرون الى مرقد في حي الكاظمية. وأغلق مسؤولون الطرق أمام السيارات. وعلى رغم الأمن المشدد سقط قتلى وجرحى خلال الأيام الأخيرة في هجمات صغيرة استهدفت الزوار وهم يسيرون في جماعات أو يؤون الى خيم على جوانب الطرق. ولوح آلاف المصلين بصور للحسين وهم يحتشدون خارج مسجد الجيلاني وسط بغداد ليستمعوا الى عمار الحكيم الذي يقود «المجلس الأعلى» وهو أكبر حزب شيعي. وربط الحكيم الذي يشارك حزبه في تحالف سينافس رئيس الوزراء نوري المالكي مقتل الحسين بالفساد والمحاباة. وقال للحشد إن «التاريخ يكرر نفسه وأن أتباع الحسين يعرفون حجم المؤامرة ويعملون على مواجهتها». وقال: «إنهم لن يغريهم المال ولا الوعود التي ستتبخر بعد الانتخابات». وفي كربلاء تعهد الهر وهو عضو في حزب «الدعوة» الذي يقوده المالكي بألا يتم تسييس الاحتفال بعاشوراء هذا العام. وقال انه لن يسمح باستخدام هذا الاحتفال دعاية إنتخابية.