دارت معارك ضارية أمس، بين «حزب الله» اللبناني وقوات النظام السوري من جهة، وبين «جيش الفتح» المعارض من جهة أخرى، في جرود عسال الورد في القلمون شمال دمشق وقرب حدود لبنان. وبينما ذكر الحزب أنه حقق تقدماً في المنطقة نفى ناطق باسم «جبهة النصرة» إخلاء أي من مواقعها، في وقت أفيد بأن مسؤولين عسكريين وسياسيين سوريين كباراً، من بينهم محافظ إدلب، هم بين حوالى 250 شخصاً محاصرين في مستشفى في جسر الشغور شمال غربي البلاد. (للمزيد). من جهة أخرى، كشفت الحكومة الأردنية أمس، عن بدء تدريب مجموعات من أفراد العشائر السورية لمحاربة تنظيم «داعش». وأكدت أن برنامج تدريب عسكري بدأ على أراضيها منذ أيام، في سياق الحرب على الإرهاب، وجهود التحالف الدولي ضد «داعش». وقال الناطق باسم الحكومة محمد المومني، إن بلاده «بدأت منذ أيام تدريب أبناء الشعب السوري والعشائر السورية، بالتعاون والتنسيق مع دول التحالف، لمواجهة التنظيمات الإرهابية وداعش». وأضاف أن «الحرب على الإرهاب هي حربنا وهي حرب المسلمين والعرب بالدرجة الأولى، حماية لمصالحنا وأمن دولنا وشعوبنا ومستقبل أبنائنا وذوداً عن الدين الحنيف». وتابع أن «جهود الأردن تأتي بالتكامل والتنسيق مع جهود الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب من دول عربية شقيقة وأخرى صديقة». وكانت وكالة «رويترز» للأنباء نقلت أمس، عن مصادر في الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط، أن الجيش الأميركي بدأ تدريب مقاتلين سوريين لقتال تنظيم «داعش». وأضافت أن البرنامج بدأ في الأردن وسينفذ قريباً في تركيا أيضاً. وتهدف خطة الولاياتالمتحدة إلى تدريب وتسليح قوة يتوقع أن يصل عددها إلى 15 ألف جندي خلال ثلاث سنوات. أمنياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «حزب الله» تمكن مدعماً من قوات النظام و «قوات الدفاع الوطني»، من السيطرة على تلال في جرود عسال الورد، عقب اشتباكات عنيفة مع «جبهة النصرة» ترافقت مع قصف عنيف ومكثف بالصواريخ والمدفعية والطيران الحربي. واعتبر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «ما يجري عملية قضم، وليس عملية عسكرية كبيرة»، متحدثاً عن «تضخيم إعلامي» من النظام و «حزب الله» لما يجري في القلمون. غير أن ناطقاً إعلامياً في «جبهة النصرة» في القلمون نفى في اتصال مع وكالة «فرانس برس» انسحاب الجبهة وحلفائها من أي من مواقعهم في القلمون، فيما قالت مصادر «جيش الفتح» إن مقاتليه «واصلوا تحقيق انتصاراتهم (أمس) وسيطروا على نقاط جديدة لحزب الله وقوات الأسد في القلمون الغربي، في حين مارس حزب الله حربه الإعلامية بانتصارات وهمية». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة» جرت بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في ريف جسر الشغور، فيما نفذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 20 غارة منذ صباح أمس. في غضون ذلك، بثت وكالة «أسوشييتد برس» تقريراً مفصلا عن تنسيق سعودي- تركي بهدف دعم المعارضة السورية، مشيرة إلى أن هذا «الاتفاق» جاء بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض في آذار (مارس) الماضي. وقال المعارض السوري هيثم مناع ل «فرانس برس»، إن «المسؤولين السعوديين يسعون الى جمع الغالبية العظمى من المعارضين السياسيين والعسكريين في منتصف حزيران (يونيو) قبل شهر رمضان مباشرة، من أجل التحضير لمرحلة ما بعد الأسد». لكن وزارة الخارجية السعودية أعلنت أول من أمس الأربعاء أن لا معلومات لديها عن هذا الموضوع. إلى ذلك، صرح نائب رئيس حزب «الشعب الجمهوري» التركي المعارض غورسيل تيكين لصحيفة «توداي زمان»، بأن الحكومة التركية سترسل قوات برية إلى سورية بهدف إنشاء منطقة عازلة خلال يومين.