تشهد العلاقة بين حركة «حماس» والقاهرة توتراً متزايداً في ضوء تطوريْن متعلقيْن بالجدار الذي تشيده مصر على الحدود مع قطاع غزة، وعبور قافلة مساعدات انسانية الأراضي المصرية في طريقها الى غزة. ففيما نظمت «حماس» تظاهرة حاشدة في مدينة غزة امس ضد الجدار المصري، سارعت القاهرة الى التحذير من افتعال ضجة اعلامية في شأن قافلة المساعدات الانسانية التي قالت انها وافقت على مرورها عبر ميناء العريش. وكانت قافلة «شريان الحياة - 3» التي تضم نحو 300 شخصية دولية و250 شاحنة محملة بمساعدات انسانية اوروبية وتركية وعربية مرسلة الى قطاع غزة برعاية جمعية «تحيا فلسطين» الخيرية التي أسسها النائب البريطاني جورج غالاواي، وصلت الى ميناء العقبة جنوب الاردن حيث أُعلن انها بانتظار موافقة السلطات المصرية على مرورها عبر ميناء نويبع المصري، قبل ان تتجه الى معبر رفح. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي امس بأن هناك ضجة إعلامية مفتعلة في شأن دخول قافلة «تحيا فلسطين -3» إلى قطاع غزة، مؤكداً أن الضجة «لا مبرر لها خصوصاً أن مصر أبلغت منظمي القافلة منذ البداية موافقتها على دخول القافلة من خلال الاراضي المصرية إلى قطاع غزة». وأوضح أن «اتخاذ القرار في شأن دخول المساعدات عبر ميناء العريش يُعد أمراً أساسياً للسماح لها بالدخول، وأن المساعي الى إدخالها عبر أي ميناء مصري آخر غير مجدية». واشار زكي إلى أنه يرصد «هجوماً إعلامياً مناوئاً لمصر أخذ في التجمع منذ أيام على خلفية عدد من التطورات الأخيرة ذات الصلة في قطاع غزة»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يذكرنا بالهجمة الإعلامية المضادة على مصر والتي صاحبت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ نحو العام وكان محورها فتح معبر رفح». وشدد على أن «مثل تلك المساعي الإعلامية لن تجدي في حمل مصر على تغيير أي من قراراتها». وأكد أن «المرحلة المقبلة يمكن أن تشهد تطورات ايجابية لقطاع غزة إذا نجحت صفقة تبادل الأسرى ووقعت حماس اتفاق المصالحة، وهما تطوران أساسيان كان الجهد المصري رئيسياً فيهما ومن شأنهما رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وفتح المعابر». في غضون ذلك، تظاهر الآلاف من أنصار «حماس» في مدينة غزة أمس تنديداً بالجدار الحدودي المصري، وخرج أنصار الحركة من عشرات المساجد بعدما أدوا صلاة الجمعة، وانخرطوا في مسيرات حاشدة رفضاً لبناء الجدار. وألقى الناطق باسم «حماس» في خان يونس حماد الرقب كلمة طالب فيها مصر بفتح معبر رفح ووقف بناء الجدار وتسهيل دخول المواد التموينية ومواد البناء لاعادة اعمار ما دمرته قوات الاحتلال الاسرائيلي أثناء الحرب الاخيرة على القطاع التي تصادف ذكراها الأولى غداً. وقال: «ليس هناك منطق في مشاركتها (مصر) في حصار غزة... لم نر بأساً في أن تحاصرنا اسرائيل وأميركا، لكن البأس كله في أن تحاصرنا مصر». وعبر عن صدمة الحركة البالغة «لتجاوز كل الاعراف الديبلوماسي والتكتيك الديبلوماسي ببناء مصر للجدار في فترة حساسة». واعتبر ان «الضغط الإسرائيلي والأميركي جعلهم لا ينظرون إلى مصائب اخوانهم في غزة وإلى ما يعانونه من حصار وما يسببه هذا الجدار على الصعيد الإنساني، فضلا عن الأخلاقي والقيمي والقانوني». وقال إن «مصر في قلوبنا وعيوننا وحياتنا، لكن ما يحدث اليوم يستوجب من العلماء والشعب المصري والنقابات وغيرها وقفة قوية ضد هذه الاجراءات». من جانبه، قال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم إن «المسيرة تأتي احتجاجاً على الجدار الفولاذي الذي يقام على الحدودي مع غزة بإشراف أميركي - فرنسي - أوروبي بهدف تركيع الشعب الفلسطيني وتجويعه من أجل الاعتراف بالاحتلال» الاسرائيلي.