دعا رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات حركة «حماس» إلى التوقيع على الوثيقة المصرية لإنهاء الانقسام الذي قال إنه «أصبح سيفاً مسلطاً على رقابنا وعلى القضية الفلسطينية». في الوقت نفسه، اوضح ان السلطة الفلسطينية تدعم صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين في مقابل الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت باعتبارها «مسألة وطنية وليست فصيلية»، مضيفاً أن «كل ما يقال عن تصدير شكوك هو كلام لا أساس له من الصحة وغير مسؤول»، وأعرب عن أمله في أن تتم الصفقة «في أسرع وقت ممكن». جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده عريقات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في ختام محادثاتهما مساء اول من امس في مقر الجامعة في القاهرة. وقال موسى إن اللقاء استمرار للمشاورات مع عدد من الدول العربية في ما يتعلق بالموقف الخاص بجهود السلام ومجمل القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية والنزاع العربي - الإسرائيلي. واعرب عن أمله في إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصف في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. من جانبه، قال عريقات: «قمت بناءً على توجيهات الرئيس محمود عباس (أبو مازن) باطلاع السيد عمرو موسى على كل المشاورات الجارية حالياً بين الجانب الفلسطيني والأشقاء العرب من خلال اللقاءات التي تمت مع المسؤولين المصريين والأردنيين واللبنانيين والسعوديين والسوريين». وأضاف: «نبذل الآن كل جهد ممكن في مجموعة من المحاور التي يجب أن نتحدث فيها بلسان عربي واحد، فنحن نسعى إلى طرح آليات تنفيذ في إطار زمني واضح للوصول إلى تحقيق هدف الدولتين على حدود 1967، ونحن عندما قلنا في الجامعة سنتوجه إلى مجلس الأمن لم نقل إننا سنذهب غداً»، موضحاً أن هناك «مبدأ الدولتين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، ونأمل من كل الأطراف، وعلى رأسها الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية، في أن يتمكنوا من إلزام إسرائيل وهم يستطيعون وقف النشاطات الاستيطانية بشكل تام، بما فيها القدس، واستئناف مفاوضات الوضع النهائي من النقطة التي توقفت عندها عام 2008». ورداً على سؤال عما إذا كانت السلطة الفلسطينية طلبت عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، قال عريقات: «لم نطلب عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب حالياً، لكن المسألة ليست عقد اجتماعات عربية بقدر ما هو تنسيق الخطوات العربية للوصول إلى ما نريد تحقيقه في شأن أسس ومفاوضات الوضع النهائي». وعن موقف السلطة الفلسطينية مما يتردد عن عزم مصر إقامة سور على الحدود مع غزة، قال عريقات: «نأمل في إنهاء الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، فهذا كفيل بحل كل المشاكل التي تواجه الشعب الفلسطيني، وإذا جاءت حماس ووقعت على وثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها حركة فتح، فهذا هو الكفيل بإنهاء هذه المأساة الفلسطينية». وأضاف أن أقصر الطرق لتوحيد الشعب الفلسطيني هو إنهاء الانقسام حتى نتمكن من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحدياته وإفرازاته، معرباً عن أمله في أن تقوم «حماس» بالتوقيع على وثيقة المصالحة حتى يصار لرفع الحصار بشكل تام عن قطاع غزة وإدخال المواد الأساسية والغذائية والطبية التي تستخدم كسيف مسلط على رقاب مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة. وشدد على أن إنهاء الانقسام هو الأولوية الفلسطينية من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني، وأهمها فك الحصار عن قطاع غزة، مشيراً إلى أن «حماس حركة فلسطينية، واستمرارها في الانقلاب يشكل سيفاً مسلطاً على رقاب القضية الفلسطينية».