سأبدأ مقالي هذا على بركة الله بحادثة طرد سمر رياح في مؤتمر علمي خاص بأمراض الدم. وعلى رغم أن الشؤون الصحية بادرت واعتذرت عن سوء التصرف غير الحضاري الذي قام به أحد الأطباء إلا أن هذا التصرف يعد تصرفاً غير مقبول تحت أي بند، وربما يعود ما حدث إلى عدم وجود تنظيم داخلي جيد وعدم وجود صورة واضحة المعالم للمحاضرين أو المحاضرات، أولها معرفة الوقت المحدد لكل محاضر ومكان جلوسه وطريقة القاء المحاضرة خصوصاً (للمحاضرات السيدات)، والأولى أن يتم تخصيص منظم داخلي يعرّف الضيف بكل ما سبق. حتى لا يتكرر مثل هذا الموقف المخجل مرة أخرى. وربما ذكرني ما حدث بمواقف مماثلة حدثت أيضاً في دورات علمية تعليمية في أحد المستشفيات الكبرى في جدة، عندما رفض المحاضر اكمال المحاضرة إلا بعد خروج السيدات من القاعة، والأولى أن يكون الإعلان عن المحاضرات والدورات التعليمية بصورة واضحة المعالم، حتى ولو بدا عليها التعصب والتحيز والتمييز. فهو أرقى كثيراً من طرد زميلات المهنة من مؤتمر علمي! «هي تجاوزات لا تقبلها الشؤون الاجتماعية»، هذا ما صرح به الأستاذ الحناكي بعدما اعترف بوجود تجاوزات عند بعض الجمعيات الخيرية على بعض الأسر الفقيرة، والتي اشترطت أن يكون المحتاج الفقير ملتحياً غير حليق الذقن، وأن يكون حافظاً لجزء من القرآن الكريم، ولا أعلم هل يشترط التجويد وحسن التلاوة أم سيتم التنازل عن هذين الشرطين. وألا يكون هناك رسيفر في المنزل لأن الرسيفر يعني أن الأسرة تمتلك تلفزيوناً ربما شاهدت من خلاله بعض المسلسلات والأخبار! قبل أن أعلق على الشروط التي نعرفها والتي تعبنا من الحديث عنها نذكر منها أن يكون الفقير غير مدخن وأن تكون زوجته ترتدي عباءة رأس وليس عباءة كتف وأن تكون آراؤها في الحياة أيضاً متفقة مع رؤية موظفي وموظفات الجمعية فلو كانت كاشفة الوجه فهي لا تستحق المعونة لأنها متبرجة! وعليه أيضاً أن يحرص كل الحرص على الصلاة في المسجد في الصفوف الأمامية وأن يحرص كل الحرص على تعريف إمام المسجد بنفسه في كل صلاة حتى يألف شكله ويتأكد من حرصه على صلاة الجماعة، وعليه أن يتعمد مصافحة الامام ومعه الBUSINESS CARD الخاص به! الى جانب شكوى احدى الزوجات في الدمام التي اشتكت من موظفة في الجمعية حرمتها من الاعانة لمدة عام كامل، لأن أسلوب السيدة لم يعجبها فقررت حرمانها وأسرتها من المعونة المقررة! وقبل أن أعود مرة أخرى للأستاذ الحناكي أعود وأكرر وأعتذر عن التكرار من القراء الأعزاء «أن قوانيننا الشخصية تظهر علناً عندما لا تكون هناك قوانين واضحة المعالم» وتظهر بشدة عندما يعلم الموظف أنه غير مساءل وعندما لا يكون هناك هاتف مجاني يرد فعلاً لاستقبال ملاحظات وشكاوى المواطنين والمواطنات، وتظهر قوانيننا بوضوح عندما يكون الرد جاهزاً لأي شكوى بأنها شكوى تحريضية كيدية! زيارة مسمومة مدعمة بالصور، هذا هو الرد على زيارة لجنة جمعية حقوق الإنسان لبعض الدور، فالفرش المقطعة والمهترئة (كاذبة) وسوء الأوضاع المعيشية محض افتراء، ونشر الملاحظات في الصحف هي تصفية حسابات! لذلك أقترح ان تتم كل زيارة (فجائية) لأي لجنة حقوقية أو رقابية بعد التنسيق مع المسؤولين حتى يتم ترتيب الأوضاع وتهيئة الدور وربما توزيع الزهور الطبيعية في كل الغرف وتبخير المكان بأجود أنواع العود على غرار ما نفعله في بيوتنا وتحت شعار «عندنا ضيوف»! وعلى أي لجنة حقوقية عدم توزيع أرقامها على النزلاء أياً كانوا وعدم تعريفهم بحقوقهم المشروعة حتى لا (يتمردوا) على النظام وحتى لا يقوم اختصاصي اجتماعي بضرب نزيل يتيم بلي بلاستيك، لأن النزيل الطفل اليتم تجرأ وتحدث عن سوء بعض الأوضاع في حفلة إفطار رمضاني بنكهة مدينية حضرها المسؤول الذي طلب من الصحف «بعد أن قام بمعاقبة الاختصاصي بنقله من الدار فقط» عدم التهويل!