اتفقت سورية وتركيا على إنشاء سد على نهر العاصي، وبناء محطة لضخ المياه من نهر دجلة والعمل على مكافحة الجفاف وإدارة الموارد المائية الفاعلة في البلدين. كما وعدت تركيا بحل مشكلة الغاز والمياه والطاقة التي تعاني منها سورية. ووقع البلدان 50 اتفاقاً في نهاية اجتماعات المجلس الاستراتيجي العالي المستوى شملت مجالات اقتصادية وعلمية واجتماعية من بينها 8 اتفاقات ومذكرات تفاهم في المجال الصحي وأربعة اتفاقات في مجال النقل وثلاث اتفاقات في مجال الزراعة ومثلها في مجال النفط والغاز والكهرباء، إضافة إلى برامج تنفيذية ومذكرات تفاهم في مجال الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي والري وتقانة المعلومات والاتصالات والبيئة والأرصاد الجوية والخدمات والسياحة والثقافة والتعليم العالي والشباب والرياضة. وقال وزير الري السوري نادر البني: «اتفقنا على جر 1.25 بليون متر مكعب من نهر دجلة عبر إنشاء محطة ضخ في الأراضي السورية لري نحو 150 ألف هكتار في محافظة الحسكة (شرق البلاد) وعلى إنشاء سد مشترك على نهر العاصي».أضاف في تصريح إلى التلفزيون السوري :»اتفقنا على تحسين نوعية المياه المشتركة وحمايتها من التلوث، ومكافحة الجفاف وإدارة المياه الفاعلة في البلدين». وقال وزير الزراعة عادل سفر: «وقعنا ثلاث اتفاقات في مجال التعاون العلمي والتقني وفي الحجر والإنتاج النباتي وفي مجال الحجر البيطري والتعاون في الأدوية البيطرية، وسبق ان وقعنا اتفاقاً رابعاً في أنقرة بهدف التعاون في مجال الأحراج والغابات». وأوضح:» اتفقنا في البحث عن أصناف نباتية مقاومة للجفاف ذات احتياجات مائية اقل بحيث تجري تركيا أبحوثاً تتعلق بالأنواع التي تعتمد على الري مثل القمح الطري وتجري سورية البحوث المتعلقة بالمناطق الجافة على اعتبار أنها تعتمد في معظم زراعتها على الأراضي البعلية». وأكد أن الجانبين عازمان على توحيد الإجراءات القانونية لانسياب السلع الزراعية بين البلدين وبذل الجهود للسيطرة على الأمراض العابرة للحدود والمتعلقة بالثروة الحيوانية والسيطرة على الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان مثل انفونزا الطيور والخنازير وغيرها. وتشير الإحصاءات إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع من 350 مليون دولار في 2004 إلى نحو بليوني دولار هذه السنة، ويأمل الجانبان في ان تصل قيمة التبادل التجاري بينهما إلى نحو خمسة بلايين خلال الأعوام القليلة القمقبلة خصوصا بعد تشكيل مجلس رجال الأعمال. وفي مجال النقل أوضح وزير النقل السوري يعرب بدر: «أن أهم خطوة عملية تم تحقيقها هي تدشين خط القطار بين مدينتي حلب السورية وغازي عنتاب التركية قبل ثلاثة أيام، ويفتح أفاقاً مهمة جدا للنقل بين المدينتين»، لافتا إلى ان الخط الجديد سينقل 50 ألف راكب في السنة ونحو خمسة ملايين طن من البضائع»، وأكد وجود تعاون في مجال النقل البحري والجوي والبري والسككي». في حين أكد وزير الطاقة التركي تناير يلدز على ان بلاده تستطيع تأمين احتياجات سورية من القدرة الكهربائية، لافتا إلى ان سورية تحتاج أيضاً إلى بليون متر مكعب من الغاز سنوياً نستطيع أن نقدمه لها حتى انتهاء حاجتها منه. وقال وزير السياحة السوري سعدالله اغة القلعة:» ركزنا خلال مذكرة التفاهم بيننا على تحويل سورية وتركيا إلى فضاء سياحي واحد، بمعنى أن نقدم برامج سياحية مشتركة، إضافة إلى حفز المستثمرين في البلدين على الاستثمار السياحي»، لافتا إلى «أن تركيا لها خبرة واسعة في مجال السياحة الشاطئية والترويج في أوروبا، وسورية لها خبرة واسعة في سياحة المدن القديمة والدينية والترويج في الدول العربية.