أثار موضوع سيطرة قوات إيرانية على حقل الفكة النفطي شرق مدينة العمارة في جنوب العراق، مخاوف لدى قطاعات اقتصادية ناشطة في السوق العراقية، من أن تنعكس التطورات سلباً على حجم التجارة المتنامية بين البلدين وبخاصة أن السوق المحلية تستقبل يومياً آلاف الشاحنات الإيرانية والعراقية تنقلُ سلعاً وبضائع إيرانية يحتاجها المستهلك العراقي نظراً لغياب المنتوج الوطني ولمقاربة أسعار المنتوج الإيراني محلياً. مستشار لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي لؤي الخطيب شكك في نوايا إيران لبناء علاقات اقتصادية متينة مع العراق، وأشار إلى أن التصريحات السابقة حول نية إيران بناء مفاعل نووي على الحدود مع العراق بالقرب من البصرة، وما أُثير من تصريحات حول ميناء خور العمية، زادت التساؤلات حول جدية إيران في تمتين علاقتها مع العراق. وأكد أن السيطرة الإيرانية على حقل الفكة، تتقاطع مع الدعوات الإيرانية بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع العراق. وأشار الخطيب إلى أن الخطوة الإيرانية تجعل المستثمرين الأجانب في العراق يعيدون حساباتهم سلباً في ضوء الواقع العراقي الذي يسعى إلى جذب دخول الاستثمارات وتسهيلها إلى العراق. ودعا كثيرون أيضاً إلى تنظيم حملة مقاطعة للبضائع الإيرانيةالداخلة إلى العراق، وجدها تجار عراقيون أنها غير مناسبة لأن السوق العراقية ستتضرر كثيراً نتيجة اعتمادها بنسبة عالية على المنتوج الإيراني، لا سيما بالنسبة إلى السلع الغذائية والمنزلية. وقال عضو الاتحاد العراقي للغرف التجارية سامي حميد ل «الحياة» إن حجم التبادل السلعي بين البلدين كبير جداً، إذا لاحظنا آلاف الشاحنات تعبر يومياً حدود إيران إلى العراق لسد حاجة العراق من مختلف احتياجاته الغذائية والمنزلية المختلفة. أضاف إن التجار والمسوقين العراقيين سيخسرون إذا تطورت العلاقات سلباً مع إيران. وكانت هذه التجارة اتسعت خلال السنوات الأخيرة لتشمل قطاعات مختلفة وبمبالغ تتجاوز مئات الملايين من الدولارات يومياً. في مقابل ذلك توقع سفير إيران لدى العراق حسن كاظمي قمي زيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى اكثر من خمسة بلايين دولار، معرباً عن أمله في رفع المبلغ إلى عشرة بلايين دولار. وأشار إلى أن التبادل التجاري شمل قطاعات الطاقة والسياحة وتبادل السلع والخدمات والأمور الفنية والهندسية. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في مبنى سفارة بلاده في بغداد الأربعاء الماضي: «لدينا مليونا زائر يدخلون ويخرجون سنوياً بين البلدين، وان إرادة حكومتي البلدين عاكفة على زيادة النشاطات التجارية والصناعية من خلال ربط شبكات الطاقة الكهربائية بين إيران وتركيا والعراق من جانب، وربط أنابيب النفط وشبكات الهاتف بين العراق وإيران من جانب آخر». وكشف عن نية الحكومتين العراقية والإيرانية «بناء مراكز اقتصادية ضخمة على الحدود البرية والبحرية، إضافة إلى عقد بروتوكولات عمل لإعادة إعمار العراق».