من بين المهرجانات السينمائية الكثيرة التي تعرفها مدن المغرب سنوياً، يعتبر مهرجان الرباط - أو على الأقل الجزء السينمائي من هذا المهرجان - الأقدم وربما الأشهر قبل وجود مهرجان مراكش. لكن المشكلة هي ان الجانب السينمائي من مهرجان الرباط ظل، الى حد كبير، أضعف المناسبات السينمائية المغربية، على رغم جهود كانت تبذل بين الحين والآخر. وذلك تحديداً، لأنه كان يأتي ضمن اطار مهرجانات رباطية للمسرح والغناء والأدب والشعر الشعبي والموسيقى وما الى ذلك، ما جعله دائماً من دون هوية ولم يبرز أية خصوصية له. وهذا العام يبدو أن الأمور ستتغير، إذ من المرجح أن يستفيد المهرجان الرباطي، في جانبه السينمائي، من هذه الفورة في النشاط السينمائي التي يعرفها المغرب منذ فترة، وبخاصة منذ تسلم الناقد والسينمائي نور الدين صايل، مقدرات المركز الوطني للسينما ومهرجان مراكش الدولي، في الوقت نفسه. أو هذا على الأقل ما يتوقعه الناقد المعروف محمد باكريم، الذي أنيطت به مسؤوليات القسم السينمائي في مهرجان الرباط، وبدأ العمل على مشروع يقول منذ الآن انه لو طبق نصفه لنهض بالرباط سينمائياً، بعد سبات طويل، من الناحية المهرجانية طبعاً. وهذا المشروع الذي هو الآن في بداية خطواته التنفيذية الأولى، وأمامه نحو سبعة أشهر ليكتمل، إذ أنه من المفترض أن يقام خلال النصف الثاني من حزيران (يونيو) المقبل. حتى الآن، يضم البرنامج مجموعة من التظاهرات - المقترحة على الأقل - التي تدنو أساساً من السينما العربية، بل تطل أكثر ما تطل على السينما المصرية. فإضافة الى ان المشروع برمته يستند الى الاحتفال بيوسف شاهين، عرضاً وتكريماً، وتسميةً للجائزة الرئيسة باسمه، هناك تكريم خاص لسينما محمد خان، وكذلك للفنانة نبيلة عبيد، وعروض لأفلام من المغرب وفرنسا ولبنان وايران والمكسيك ومصر والولايات المتحدة وتركيا... الخ. اضافة الى تكريم «أول فيلم مغاربي»، وهو «وشمة» لحميد بناني، وعرض، مع تكريم لأفلام الأخوين داردين (بلجيكا)، ولسينما سهيل بن بركة... وأحمد راشدي... ويأمل محمد باكريم بأن تكون كل هذه التظاهرات وغيرها، قادرة على ترشيح مهرجان الرباط، في دورته السادسة عشرة، واحداً من المهرجانات الأساسية ليس فقط، في المغرب، بل في العالم العربي، لكنه في الوقت ذاته لا ينكر الصعوبات التي تنتظره، متوقعاً صعوبة، مثلاً، في الحصول على الأفلام، الى جانب صعوبة التوقيت وغيره.