كرّم مهرجان القاهرة ال 15 أخيراً الفنان السعودي عبدالمحسن النمر بعد حصوله على جائزة أفضل ممثل عربي عن دوره في مسلسل «فنجان الدم» الذي عرض خلال رمضان الماضي بعد أن تأجل عرضه عاماً كاملاً بسبب الجدل الكبير الذي أثير حوله، ويعتبر النمر أول فنان خليجي يحصل على اللقب، وعن ذلك التكريم يقول: «بالتأكيد شكّل لي الخبر مفاجأة سارة، ويسعدني بالطبع أن أكون أول ممثل خليجي يحقق هذا اللقب». وأرجع النمر الضجة التي أثيرت حول مسلسل «فنجان الدم» إلى الأحكام المسبقة التي غالباً ما تكون خاطئة، كون مطلقها يحكم على العمل قبل أن يراه ويعرف محتواه جيداً، وأضاف: «حتى بعد عرضه دخل العمل في موجة من التأويلات الشخصية لأنه عمل مفتوح ويعالج فترة تاريخية معينة تتشابه فيها الكثير من الأحداث، ما دعا بعض المتابعين إلى تأويل العمل بحسب معرفتهم أو معلوماتهم التاريخية»، كاشفاً أن قلقاً كبيراً اعتراه بعد أن علم بأن أربعة من أعماله المصوّرة حظيت بفرصة العرض خلال شهر رمضان الماضي: «من المخيف أن يكون لك وجود كبير خلال فترة بسيطة وهو ما حدث معي، ولكن ما ساعدني هو تنوع أدواري واختلافها الكبير، فمسلسل «آخر صفقة حب» الذي عرض على قناة mbc كان دراما مثيرة وتعرض مشاهد قتال وانفجارات، أما «فنجان الدم» فاتخذ الطابع البدوي ليأتي مختلفاً تماماً، وكذلك «رسائل من صدف» ومسلسل «الجيران» وكل عمل له خصوصية مختلفة عن الآخر، ما جعلها تترك أصداء جيدة عند الجمهور». ويرى النمر أنه من المهم أن يحرص الفنان على التنويع وتقديم أعمال وأدوار مختلفة: «قدمت شخصية بدوية حالمة في مسلسل فنجان الدم، بينما لعبت دور الشر في عرس الدم، وأحرص دائماً على التنوع في الشخصيات والأدوار، كما أحاول تغيير ألوان وخطوط الأعمال التي أقدمها، وفي كل عام سأعمل على تقديم مفاجأة للجمهور». ولكنه لم يُخفِ صعوبة التعاطي مع الأدوار المختلفة وصعوبة تجسيدها أحياناً خصوصاً أدوار الشر: «تجسيد الشر في عمل درامي بحاجة إلى صدقية كاملة حتى يكره المشاهد الشخصية وليس الممثل، والدور الذي جسدته في «عرس الدم» ليست له علاقة مطلقاً بشخصيتي الحقيقية، لكن لا بد من أن أكون في منتهى الصدقية أثناء تأديته حتى يقتنع الجمهور بسوء الشخصية وبالتالي يكره الشر الذي تقدمه»، مضيفاً أن ردود الفعل حول هذا الدور جاءت مختلفة، إذ إن البعض حكم عليه عاطفياً، فأصابهم الغضب من الممثل والدور، بينما وجده آخرون دوراً مميزاً وصادقاً، كما أن المختصين قوّموه بشكل جيد، ويتابع: «ربما أنه من الصعب تقبّل الدور لدى البعض نظراً إلى كمية الشر الذي يطرحه وهي الحال حتى مع بعض أصدقائي، ولكن كما أقدم الخير ليحبني الناس، عليّ تقديم الشر ليكرهه الناس». وحول دخوله مجال الإنتاج، وإن كان الغرض من ذلك جني أموال طائلة، يقول: «اتجاهي للإنتاج لا يتخطى كونه رغبة في إبراز العمل الجيد وإيصاله إلى الجماهير حتى لو اكتفيت بإنتاج عمل واحد كل أربعة أعوام»، معتبراً أن الأعمال التي ينتجها فرصة لإبراز عدد من النجوم الشباب الذين يبحثون عن فرصة للظهور والتواصل مع الجماهير، حتى ولو جاء ذلك على حساب غيابه عن بطولة الأعمال التي ينتجها. وعن أعماله الجديدة يقول النمر: «أصور حالياً مسلسل «رحلة المليون» ويقدم بطابع كوميدي وأؤدي فيه مع الممثل فهيد الحيان بطولة ثنائية وهو من إنتاج تلفزيون دبي وإخراج سالم الكردي، وتأليف ناصر العزاز، وبمشاركة عدد من الممثلين المميزين من الخليج والسعودية، كما أقدم مسلسل «أمس الوفا»، الذي يحكي قصة حب تاريخية حدثت في بداية السبعينات في منطقة الخليج العربي، وهو من إخراج أحمد المقلة وتأليف مهدي الصايغ، إضافة إلى مسلسل بحريني بعنوان «على موتها أغني» سيقدم في قالب سينمائي من 30 حلقة».