دعا رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام للقاهرة، إلى «التقارب بين مصر وإيران»، منوّهاً بأن لقاءاته مع المسؤولين المصريين خلّفت لديه «انطباعات إيجابية»، وأكد أهمية «احترام وتقدير» جماعة «الإخوان المسلمين» باعتبارها من «التيارات الإسلامية الأصلية». وغادر لاريجاني القاهرة، أمس، واصفاً اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين المصريين بأنها «ناجحة وجيدة وإيجابية»، متمنياً أن تكون هذه الزيارة انطلاقة جديدة في تطوير العلاقات بين البلدين. وكان لاريجاني أجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي أكد مجدداً أهمية إجراء حوار بين العرب وإيران وتفعيله، وقال: «من المهم أن نأتي بالمشاكل كلها إلى مائدة حوار بين الجانبين للعمل على حلها». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع لاريجاني مساء أول من أمس في مقر الجامعة العربية أن إيران دولة «صديقة وجارة لنا في المنطقة، لذلك تحدثنا خلال اللقاء عن الوضع في المنطقة والقضية الفلسطينية والعلاقات العربية - الإيرانية والمشاكل القائمة». من جانبه، قال لاريجاني رداً على سؤال حول جزر الإمارات الثلاث ولماذا ترفض إيران الذهاب إلى مجلس الأمن لحل هذه القضية «إن إحدى النقاط المهمة التي يجب أن ننتبه إليها أن نعرف من هو العدو الحقيقي ... إنه إسرائيل ذلك الكيان الصهيوني، ولكن مع الأسف هناك بعض القضايا البسيطة يكبّرونها في وسائل الإعلام». وأضاف: «لنا علاقات طيبة وودية مع كل الدول المجاورة كاليمن والعراق والسعودية. ربما تكون هناك بعض الخلافات أو الاختلافات في وجهات النظر، لكن تعاملنا مع جميع الدول تعامل أخوي .. أما بالنسبة إلى قضية الجزر الإماراتية فإنها يجب أن تعالج بين الدولتين». وحول الخلاف في وجهات النظر بين إيران والعرب بشأن التدخل الإيراني المساند للحوثيين في اليمن، قال لاريجاني: «لم نساعد الحوثيين وهذا خطأ ونحن نعتبر الحكومة اليمنية صديقة وشقيقة ... لو كان لدينا أي مقدرة لمساعدة الحكومة اليمنية في حل هذه المشكلة لقمنا بها». وبخصوص العلاقات المصرية - الإيرانية، قال لاريجاني: «لا شك أن إيران ومصر يعتبران بلدين مهمين في المنطقة ولهما دور فاعل في العديد من القضايا، كما أنهما يتميزان بالخلفية التاريخية العريقة ويتمتعان بعدد سكان كبير ... والموضوعية تتطلب منا أن يكون هناك تقارب بين البلدين، ومن هذا المنطلق ينبغي للجميع بذل الجهود سواء على مستوى الساسة أو على مستوى أصحاب الفكر، وحتى وسائل الإعلام لها دور في ذلك». وأعرب لاريجاني عن اعتقاده بأن «إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لا تريد أن تكن هناك علاقة ودية بين مصر وإيران». وحول لقائه مع الرئيس مبارك وهل تقدم خطوات في دعم العلاقات بين البلدين، قال لاريجاني: «انطباعاتي إيجابية ومن جراء النقاشات والزيارات حصلت على هذه النتيجة بأن كلا الطرفين يريدان أن تكون هناك علاقات طيبة في شتى المجالات». وحول الاختلاف التام للأجندات بين مصر وإيران، قال لاريجاني: «اعتقد أن الكثير من الناس لديها حساسيات معينة من ناحية العلاقات بين مصر وإيران ... لكنني أحب أن أوضح أموراً في هذا الصدد قد تكون أساساً لعلاقة طيبة بين كل الدول الإسلامية وليس بين مصر وإيران فقط ... أعتقد أن الكل يؤيد استراتيجية إيران الخاصة بالوحدة الاسلامية تجاه إسرائيل وتعلمون أن هناك ما يسمى الاستراتيجية وهناك ما يقال عنه الأسلوب، ربما هذا الأسلوب يختلف من بلد لآخر عند التعامل مع موقف معين، ولكن تبقى الاستراتيجية واحدة ... استراتيجيتنا هي أن إسرائيل عدو لنا جميعاً نحن الدول الإسلامية وهذا يعني أن هناك رابطاً واحداً يربطنا كلنا، لكن قد تكون الأساليب أو التكتيكات بين الدول مختلفة لكنها كلها تحت مظلة استراتيجية واحدة وهي عداوتنا لهذا الكيان الإسرائيلي». وتابع لاريجاني: «الأسلوب الذي اخترناه في إيران هو المقاومة ونحن نعتقد أن إسرائيل والكيان الصهيوني لا يمكن أن يتراجع إلا بالمقاومة ... في الفترة الأخيرة كانت هناك تصريحات من الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه عازم على استرجاع الحقوق للشعب الفلسطيني وأنا أسأل: هل خطت أميركا خطوة في هذا الطريق؟ ما نتيجة المفاوضات التي أجرتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل؟ هل أدت إلى توقيف الاستيطان؟ هل عولجت أو تمت تسوية قضية القدس؟ هل أتاحوا المجال لأن ترسل المعونات والمساعدات إلى سكان غزة بعد الحرب؟ أعتقد أننا إذا أردنا أن نحكم على أي من الأساليب كان ناجحاً سيكون هذا سهلاً». وسُئل لاريجاني في مؤتمر صحافي مع وسائل الإعلام قبل ختام زيارته عن موقف إيران من جماعة «الإخوان المسلمين»، فأجاب بأن «جماعة الإخوان هي إحدى التيارات الإسلامية الموجودة ... هذا التيار ليس مقتصراً على مصر وطبعاً في أي دولة حسب ظروفها هم موجودون فيها ومن ثم هم يوجدون في مصر ... ونحن موقفنا يتمثل في أنه بما أن هذه التيارات تعتبر تيارات أصيلة، فإنها يجب أن تُقدر وتُحترم».