أعلن رئيسا وزراء سوريا محمد ناجي عطري، وتركيا رجب طيب أردوغان، على هامش أعمال الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى المشترك في دمشق اليوم الأربعاء، أن بلديهما يعتزمان رفع التبادل التجاري بينهما من ملياري دولار أميركي إلى خمسة مليارات دولار سنوياً. وقال عطري إن "الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين البلدين جاء تتويجاً طيباً للعلاقات المتميزة، واستجابة للصلات والوشائج التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تربط بين بلدينا الجارين، وشعبينا الشقيقين ويعد بمنطلقاته وأهدافه مرتكزاً هاماً لبناء شراكة عميقة الجذور ترسخ التنسيق والتكامل بينهما. وأضاف، خلال كلمته امام الاجتماع، "أن سورية أكدت على خيار السلام العادل والشامل، الذي يعيد الحقوق لأصحابها وفق مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ولكن تعنت إسرائيل وعدم استجابتها لاستحقاقات السلام ومتطلباته أدى إلى تجميد عملية السلام وتعطيل المبادرات الإقليمية والدولية في هذا المجال". ولفت إلى أن سورية، إذ تنوه "بمواقف تركيا البلد الصديق إزاء القضايا العربية، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، وبالدور الهام الذي تقوم به من أجل وضع حد للحروب والمنازعات الإقليمية، وتسوية المشاكل القائمة بالطرق الدبلوماسية والوسائل السياسية فإنها تثمن عالياً جهود تركيا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة التي تمثلت بشكل خاص بقيامها بدور الراعي النزيه للمباحثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل والتي لم تصل إلى النتائج المطلوبة نظراً لشن إسرائيل عدوانها الهمجي المدمر على أهلنا وشعبنا في غزة". وشدد أردوغان على الدوري التركي، وقال إن "سورية أكدت وتؤكد الآن على أهمية الدور التركي في رعاية أية مباحثات غير مباشرة قادمة وترى أن عدم قبول استمرار هذا الدور أو تعطيله يعني تهرباً إسرائيلياً من استحقاقات عملية السلام وعدم وجود شريك إسرائيلي لتحقيق السلام المنشود". وأكد أن "سياسة إسرائيل القائمة على تهديد دول المنطقة وتكريس نهج الاحتلال والاستمرار ببناء المستوطنات ومواصلة الحصار الجائر على غزة وما تفرضه من تمييز عنصري بحق الشعب الفلسطيني وما تواصله من إجراءات لتهويد القدس يشكل خرقاً للقانون الدولي وتحدياً للإرادة الدولية وعقبة حقيقية في طريق السلام الذي هو هدف شعوب المنطقة". وأشار عطري إلى أن "الرئيس (السوري بشار) الأسد أكد أن تأسيس هذا المجلس يشكل باباً للدخول إلى المستقبل وطريقاً لتحقيق الازدهار ونموذجاً يحتذى للعلاقات بين دول المنطقة وهو خطوة هامة تجعل العلاقات السورية التركية تتجاوز بقوتها ومتانتها وتنوع مجالاتها وتعدد نشاطاتها المفهوم التقليدي للعلاقات الطبيعية بين بلدين جارين لتصبح علاقات أخوية متميزة ملؤها الدفء والمحبة والثقة المتبادلة". وأضاف أن الاجتماع يأتي تأكيداً على عقدنا العزم على المضي في النهج الذي اخترناه وترجمة لما تم التخطيط له والاتفاق عليه من برامج وأفكار ومقترحات ترمي إلى دفع علاقات تعاوننا المشترك واستكشاف آفاق جديدة لها وإعطائها زخماً قوياً وبحث طرق تطويرها وتذليل أية عوائق قد تعترض بعض مجالاتها".