الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من المهلة التي حددها نظيره الأميركي باراك أوباما وتنتهي آخر الشهر الجاري، لاستجابة طهران لطلب المجتمع الدولي وقف نشاطاتها النووية، ما استدعى رداً من البيت الأبيض الذي أكد أن المهلة جدية ويليها فرض عقوبات جديدة على إيران. لكن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بدا أقل تمسكاً من الأميركيين بهذه المهلة. وقال نجاد في إشارة الى القادة الغربيين: «من هم ليحددوا لنا مهلة؟ نحن نعطيهم مهلة لأنهم إذا لم يصححوا موقفهم وسلوكهم وثقافتهم، سنطلب منهم الحقوق التاريخية للأمة الإيرانية». وأضاف في خطاب في مدينة شيراز جنوبإيران، أن بإمكان الغرب أن يفرض على إيران «ما يشاء من المواعيد النهائية، لكننا لا نكترث لأي منها». ورد الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، قائلاً إن «نجاد قد لا يعترف بالمهلة النهائية، لكنها حقيقية جداً بالنسبة الى المجتمع الدولي». وفي إشارة الى احتمال فرض عقوبات جديدة على إيران، قال غيبس: «عرضنا عليهم (الإيرانيين) مساراً مغايراً. إذا قرروا عدم قبوله، ستتصرف (القوى الكبرى) بناءً على ذلك». وأكد أن «مناقشات جرت حول الخطوات المقبلة، إذا كانت إيران غير عازمة على تحمل مسؤولياتها». لكن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير كان أقل جزماً في هذا الشأن. وقال في مؤتمر صحافي: «تحدثنا كلنا عن فرض (عقوبات) قبل نهاية السنة». واستدرك: «يجب ألا نبالغ في مسألة المهلة. ذاك اليوم ليس ساطوراً، ولا يعني أننا لن نحاول بعده التحدث» مع إيران. وأضاف: «سنواصل التحدث مع كل القادة الإيرانيين، ربما باستثناء نجاد». وأشار كوشنير الى أن فرص التوصل الى تسوية سياسية للملف النووي مع إيران «لم تكن أبداً كبيرة»، مضيفاًَ انه «في أسوأ حال» ستطرح باريس مسألة فرض عقوبات جديدة على طهران. الى ذلك، انتقدت طهران قول رئيس الأركان الأميركي الأميرال مايكل مولين في وثيقة عن التوجهات الاستراتيجية لقيادة الأركان الأميركية للفترة 2009-2010، إن الموقف السلبي الذي تنتهجه إيران حيال العروض الدولية لوقف نشاطاتها النووية، يؤكد ضرورة أن «تكون الخيارات العسكرية جاهزة، إذا أمر الرئيس (أوباما) باللجوء إليها». واتهم الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست «اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولاياتالمتحدة، بالسعي الجاد الى جعل سياسات الإدارة الأميركية الجديدة مماثلة لسياسات حقبة المحافظين الجدد». في غضون ذلك، خلصت «لعبة حرب» أجراها «معهد دراسات الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، الى أن إسرائيل ستجد نفسها معزولة ديبلوماسياً ومكبوحة عسكرياً، فيما تحاول الولاياتالمتحدة التوصل الى تسوية لصفقة مع إيران حول برنامجها النووي العام 2010. وأشارت «لعبة الحرب» الى أن محاكاة مهاجمة كوماندوس إسرائيلي مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة في إيران، ستدفع القيادة الإيرانية الى الرد عبر إرسال قياديين في «الحرس الثوري» الى سورية وفنزويلا، لإظهار نفوذ طهران قرب مدارات إسرائيل والولاياتالمتحدة. لكن تل أبيب ستكتشف أن أوباما لن يرد مستخدماً القوة، على رغم انه وسّع الضمانات الأمنية الممنوحة لإسرائيل. وقال غيورا آيلاند الذي أدى دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في «لعبة الحرب» التي أدارتها إميلي لانداو وهي خبيرة بارزة في المعهد الإسرائيلي، ان تلك المحاكاة أشارت الى احتمال تغيير واشنطن سياستها، من خلال قبولها بمواصلة تخصيب اليورانيوم في إيران، وانتهاج سياسة «الاحتواء» إذا امتلكت طهران سلاحاً نووياً. واعتبر أن العمل العسكري «ورقة ذابلة» بالنسبة الى إسرائيل. على صعيد آخر، أفاد موقع «نوروز» الإلكتروني الإصلاحي بأن عناصر من متطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج) «ورجالاً يرتدون ملابس مدنية»، هاجموا منزل رجل الدين البارز يوسف صانعي المؤيد للإصلاحيين في مدينة قم أمس. وأضاف الموقع أن المهاجمين أهانوا صانعي وضربوا عدداً من معاونيه. وكان مشيّعون لرجل الدين المعارض حسين علي منتظري حملوا صوراً لصانعي، خلال تشييع الأول في قم الاثنين الماضي.