بغداد، طهران - «الحياة»، رويترز - سعى كل من العراق وايران الى التخفيف من حدة الخلاف حول الحادث الحدودي بعد دخول قوات ايرانية الى بئر نفطية في حقل فكة العراقي قبل أيام وخروجها منه. واعتبرت طهران الحادث «سوء فهم» ودعت خبراء من البلدين لدراسة قضايا ترسيم الحدود، فيما امتنع البرلمان العراقي عن مناقشة الحادث. وقال رامين مهمانبرست الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية في مؤتمر صحافي في طهران أمس: «موقفنا شديد الوضوح. كان هناك سوء فهم» مع العراق. وأضاف أن وزيري خارجية البلدين توصلا الى «تفاهم» في محادثة هاتفية السبت، مضيفاً انه ينبغي تشكيل لجنة للبحث في ترسيم الحدود بين العراق وايران. وتابع «نعتقد انها قضية فنية. ينبغي على الخبراء من الجانبين الجلوس ودراستها وتحديد المناطق الحدودية بين البلدين لإزالة سوء الفهم هذا». وقال «الحل الأمثل ان يجلس الخبراء ويبحثون القضية». وتابع «ستقوم لجنة باستعراض الحدود والخطوط الحدودية لإزالة اي سوء فهم محتمل وإيجاد حلول لذلك». وجاء البيان بعد يومين من إعلان مسؤولين عراقيين انسحاب القوات الإيرانية جزئياً من منطقة نفطية يتنازع حولها البلدان ما يحتمل ان ينزع فتيل خلاف حدودي يمكن ان يؤثر في العلاقات بين البلدين. الى ذلك لم يبحث البرلمان خلال جلسته امس قضية دخول قوات ايرانية الحدود العراقية واحتلالها بئر فكة في محافظة ميسان (جنوب البلاد) ما اثار حفيظة العديد من الكتل البرلمانية لعدم إدراج القضية ضمن جدول اعمال جلسة البرلمان. وقال النائب عن «الكتلة العربية المستقلة» عمر الجبوري ان «إغفال البرلمان مناقشة مسألة احتلال ايران بئراً في حقل فكة دليل على تعرض اعلى سلطة في البلد الى ضغوط من جهات» رفض الكشف عنها. وأضاف في تصريحات للصحافيين امس ان «هذه الضغوط هي بدوافع سياسية، وتخلق حالة من عدم الثقة بين مجلس النواب والشعب العراقي الذي استنكر هذه الممارسة الايرانية عبر المسيرات والاستطلاعات التي أجرتها وسائل الإعلام». وأوضح انه «ليس من المعقول ان يغفل المجلس عن مناقشة هذه المسألة المهمة التي شغلت الرأي العام العراقي والعربي والعالمي، خصوصاً وان كل المؤشرات تدل على بقاء هذا الاحتلال لحد الآن». وكان ناطق باسم الحكومة العراقية ذكر أول من أمس ان القوات الإيرانية التي استولت على بئر نفطية في حقل فكة في محافظة ميسان على الحدود الإيرانية العراقية في الأسبوع الماضي انسحبت مسافة 50 متراً عن البئر الا انها أكدت بقاءها داخل الأراضي العراقية. وقال مسؤول في طهران ان القوات الإيرانية عادت الى مواقعها الأصلية بعد تفكيك حاجز أقامته القوات العراقية بالقرب من بئر النفط المتنازع عليها. ويقول عراقيون ان البئر واحدة من سبعة آبار تمثل حقل الفكة، وهو حقل صغير نسبياً وينتج حالياً نحو عشرة آلاف برميل يومياً. وذكر مسؤولون عراقيون ان البئر محل النزاع لم تعمل سوى فترة قصيرة قبل الحرب الإيرانية العراقية (1980 - 1988). وتقول ايران ان البئر تقع داخل حدودها.