قبل 14 يوماً من زفافه، عاد «عريس الحدود» الشهيد غربي المجايشي مع ذويه إلى مدينة جدة أمس، ليس لحضور ليلة الفرح واستقبال المهنئين، بل لمعانقة «الثرى» واستقبال ذويه المعزين، هكذا كان السطر الأخير لقصة الجندي أول غربي راجح المجايشي، الذي وقبل ساعات من استشهاده كان ينفذ مهماته بتوفير الإعاشة لزملائه المرابطين على الحدود، قبل أن يتسبب مقذوف عسكري بوفاته صباح الخميس الماضي بقطاع جيزان الحدودي. السعودية ممثلة بمدينتها الساحلية «جدة» شيع أهلها فجر أمس «عريس الحدود» بدفنه في مقابر الروابي بعد أن نقل جثمانه إلى جدة بطائرة خاصة أمر بها ولي العهد الأمير محمد بن نايف، برفقه ذويه الذين قدموا على نفس الطائرة أمس الأول لاستلام جثمانه من الجهات المختصة بجازان. المجايشي قدم إلى الحدود الجنوبية، وانتهى من توزيع رقاع الدعوة لحفلة زفافه بعد أسبوعين بمدينة جدة، ولكن زملاءه وذويه زفوه «شهيداً» ومدافعاً عن دينه ووطنه أمس بمقابر الروابي، فيما ودعته والدته وشقيقتاه بدموع «الحزن» بعد أن كانت دموع « الفرح» منتظرة، كونه العائل الوحيد لهم بعد أن توفي والد «غربي» في وقت سابق. فيما شرع ذووه بنصب سرادق العزاء لاستقبال المعزين، بعد أن كان مقرراً أن يقفوا إلى جانبه لاستقبال المهنئين في قاعة «أمنيتي» بجدة والتي اختارها الشهيد غربي للاحتفال بليلة العمر الذي توقف قبل أن يحقق غربي «أمنيَّته» البسيطة وينال أمنيَّته الكبيرة «الشهادة». هذا وكان المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية أوضح في بيان رسمي ليل أول من أمس: «عند الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس11-7-1436ه، وأثناء قيام دورية خدمات إعاشة تابعة لحرس الحدود بمركز جلاح بقطاع الحرث بمنطقة جازان بمهماتها، تعرضت لمقذوف عسكري ما نتج منه استشهاد قائدها الجندي أول - غربي راجح الحسن المجايشي، تغمده الله بواسع رحمته وتقبله في الشهداء».