شاهد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أمس الإثنين في مكتبه بجدة عرضاً مفصلاً لكارثة السيول الأخيرة التي ضربت مدينة جدة قدمته لجنة الدفاع المدني الرئيسة في منطقة مكة. واستمع خلال العرض إلى شرح يوضح مسببات وقوع الكارثة منذ بدايتها وحتى النهاية، إضافةً إلى الحلول العاجلة التي تم اتخاذها من الدفاع المدني لحل المشكلة، فضلاً عن الحلول الإستراتيجية التي تضمن عدم تكرار وقوع مثل ذلك الحدث. وأكد المدير العام للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عادل ابن يوسف زمزمي في اتصال هاتفي أجرته أمس معه «الحياة» أن لجنة الدفاع المدني الرئيسة عقدت اجتماعاً طارئاً مع الأمير خالد الفيصل لشرح كل التفاصيل التي واكبت حادثة أمطار الأربعاء التي هطلت على محافظة جدة، وأحدثت أضراراً كبيرة في الأرواح والممتلكات. وقال «إن الاجتماع ناقش محاور عدة تتعلق بالحوادث التي تسببت بها غزارة الأمطار ثم تلاها اندفاع السيول التي غمرت مناطق شرق ووسط المحافظة خلال ذلك اليوم»، إضافةً إلى تحديد مدروس وكامل للمناطق التي تعرضت للسيول وكانت أكثرها ضرراً، لافتاً إلى أن هذا المحور كان من أهم المحاور التي نوقشت خلال تقديم العرض التي تولته لجنة الدفاع المدني. وأضاف «تناول المحور الثاني من طريق عرضه على أمير مكة مفرزات الحادثة وما نتج منها من أحداث، وتحديد أعداد الوفيات بسبب الكارثة، وإعداد تقرير يختص بأعداد الوفيات مشتملة على كل الوفيات التي وقعت في مناطق ومدن المحافظة، لاسيما أن أمطار ذلك اليوم شملت مدن جدةومكة ومحافظة رابغ ومركز بحرة، إضافةً لبعض القرى والهجر التابعة للمنطقة. وأشار زمزمي إلى أن المديرية لم تضع بعد حلولها النهائية للكارثة، وسيكون هناك نقاش متواصل مع الأمير خالد الفيصل لدرس وتناول تلك الحلول والمقترحات، مؤكداً أن أمير مكة سيعلنها خلال القريب العاجل، ولافتاً إلى أهمية تفاعل الدور المجتمعي الذي تلعبه الجهات الحكومية والأهلية في هذا الحدث، ولفت إلى أن الاجتماع ناقش أيضاً موضوع الإخلاء الذي نظمته فرق الدفاع المدني حال وقوع الكارثة، سواء للسكان أو مايختص بإخلاء الأحياء السكنية التي تعرضت لمشاكل السيول، فضلاً عن شرح مفصل عن عمليات الإنقاذ التي تمت للمتضررين والتي نفذها الدفاع المدني خلال وأثناء وبعد وقوع الكارثة. وأوضح المدير العام للدفاع المدني في منطقة مكة أن عدد الأشخاص الذين تم إخلاؤهم حتى الآن وصل إلى 27 ألف شخص مابين مواطن ومقيم، وتم إسكان المتضررة منازلهم في شقق مفروشة أو فنادق مؤهلة تأهيلاً كاملاً لاستقبالهم، لافتاً إلى أن أعمال الدفاع المدني تتواصل ميدانياً وإجرائياً. سواء على مستوى أعمال الإنقاذ أو البحث عن الجثث المفقودة. وألمح إلى أنه يتم التعاطي يومياً وبشكل مستمر مع كل البلاغات التي ترد إلى المركز الإعلامي الخاص بمواجهة الحالة الطارئة بالمحافظة، إضافةً إلى أعمال المسح للعقارات والسيارات المتضررة وحصرها، واستقبال المواطنين المتضررين وتسجيل البيانات الخاصة بهم، مؤكداً أن أعمال اللجنة لن تتوقف أبداً حتى يتم التأكد تماماً من انتهاء كل عملياتها الموضوعة مسبقاً.