بعد عقود، من تنقلها بين شوارع الأحياء وفي الأزقة الضيقة، يبدو أن صهاريج الصرف الصحي على وشك الانقراض من محافظة الأحساء وقراها، التي ستودعها غير آسفة عليها. لكن وكيل أمانة محافظة الأحساء لشؤون الخدمات المهندس عبدالله العرفج أبى تحديد موعد انقراض صهاريج الصرف، واكتفى بالقول: «نتوقع أن يتم الاستغناء عن صهاريج الصرف والشفط بعد الانتهاء بشكل كلي من جميع مشاريع شبكات تصريف الأمطار ومحطات الصرف الصحي، التي يتم تنفيذها حالياً من الأمانة ومديرية المياه، وهيئة الري والصرف في المحافظة». وأضاف العرفج في تصريحه ل «الحياة» أن جميع أعمال شبكات التصريف، تهدف إلى عدم تراكم كميات الأمطار الكبيرة في الشوارع أو الأنفاق، التي قد تؤدي إلى وقوع حوادث، إضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة منها»، مشيراً إلى أن الأمانة تعمل على تنفيذ هذه المشاريع «وفق الدراسة الموضوعة والموازنات المخصصة لها». وأكد أن الأمانة تستعين بآليات وصهاريج لسحب مياه الأمطار في الأماكن غير المغطاة بشبكات تصريف الأمطار، مضيفاً أن «الأمانة مستمرة في تغطية جميع مدن وقرى وهجر المحافظة بهذه الشبكات». ولفت إلى أنه «في حال انتهاء هذه المشاريع؛ سيتم الاستغناء عن صهاريج الصرف في شكل كامل». وأوضح العرفج أن هذه المشاريع «تحتاج إلى وقت ليتم تنفيذها ودخولها نطاق الخدمة، والاستفادة منها بشكل فعلي، وحينها ستنتهي ظاهرة صهاريج الصرف من الشوارع والأحياء، خلال مواسم الأمطار، بعد ان أصبح وجودها مألوفاً لدى الناس». وكشف أن العامين الماضيين شهدا تغطية 30 في المئة من الأحياء بشبكات تصريف الأمطار، إضافة إلى أن النسبة وصلت إلى 50 في المئة خلال العام الحالي. فيما يتوقع أن تصل نسبة تغطية شبكات تصريف الأمطار في المحافظة خلال العامين المقبلين، إلى 80 في المئة». واعتبر هذه النسبة «ممتازة بشكل كبير، وأنها تأتي بعد سعي الأمانة إلى الاستفادة من الموازنات التي تم تخصيصها في وقت سابق»، متوقعاً أن يتم «الاستغناء بشكل نهائي عن صهاريج الصرف خلال السنوات الخمس المقبلة». بدورها، أكدت أمانة المنطقة الشرقية على لسان ناطقها الإعلامي حسين البلوشي في حديه ل «الحياة» أنه «يجري تنفيذ عدد من المشاريع المهمة، منها محطات صرف صحي في كثير من الأحياء التي تعاني من مشكلات صرف صحي وتصريف أمطار، إضافة إلى مواصلة الأمانة تنفيذ عدد من مشاريع التصريف المهمة، التي تشمل معظم أحياء مدينة الدمام، وفق الاعتمادات المالية المتاحة للأمانة، وأيضاً إنشاء خطوط تصريف في بعض الأحياء، ما سيقلص من استخدام صهاريج الصرف، لعدم وجود كميات مياه كبيرة، تستدعي وجود هذه الصهاريج»، لافتاً إلى أن هذه المشاريع التي نفذت بموازنات كبيرة، تهدف إلى تصريف كميات كبيرة من مياه الأمطار، وتعزيز البنى التحتية للشبكة، التي ستسهم في شكل كبير في عدم حدوث أي مشكلات أو حوادث مستقبلاً. وأوضح البلوشي، أن هناك عدداً من الأحياء «تحتاج إلى صهاريج صرف، نظراً إلى عدم اكتمال تنفيذ مشاريعها»، لافتاً إلى انه سيتم «التخلص في شكل نهائي منها بعد الانتهاء من تنفيذ جميع المشاريع المجدولة، التي ستسهم في شكل فعال في تجهيز البنية التحتية للشبكة».