يصل مساء اليوم إلى دمشق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على رأس وفد يضم تسعة وزراء بينهم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ليترأس مع نظيره السوري محمد ناجي عطري أول اجتماع للمجلس الاستراتيجي بين البلدين الذي سيعقد غداً. ويتوقع أن تسفر المحادثات عن توقيع نحو 50 اتفاقاً لتعزيز العلاقات في معظم المجالات. وقال السفير التركي في دمشق عمر اونهون ل «الحياة» إن أردوغان سيلتقي في ختام اجتماعات المجلس الاستراتيجي الرئيس بشار الاسد. وفي هذا السياق، يزور دمشق غداً المستشار النمسوي فيرتر فايمان لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين، علماً أن الأسد كان قام بزيارة رسمية لفيينا في نيسان (أبريل) الماضي. وتشكل المجلس الاستراتيجي خلال زيارة الأسد لاسطنبول في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، كما عقد الاجتماع الوزاري الأول للمجلس بين مديني حلب السورية وغازي عيناب التركية في منتصف تشرين الأول (كتوبر) الماضي. وأوضح أونهون أن اللقاءات التمهيدية بين الطرفين أسفرت عن إعداد مسودات 38 اتفاقاً جاهزة للتوقيع، وان المناقشات مستمرة في شأن 16 اتفاقاً سيوقع منها عشرة على الأقل. ولفت إلى أن الاتفاقات تشمل مجالات الصحة (8 اتفاقات) والصناعة والزراعة والري والنقل والشرطة والتعليم العالي والبحث العلمي والجمارك والبناء والثقافة والسياحة والداخلية، مشيراً إلى أن الطرفين سيصدران في ختام اجتماع المجلس بياناً مشتركاً يلخص تطور العلاقات بينهما وموقفيهما إزاء الوضع في المنطقة ويؤكد حرصهما على «الأمن والاستقرار» في الشرق الأوسط. وبالتوازي مع الاجتماعات الرسمية، سيعقد المنتدى الاقتصادي السوري - التركي بمشاركة نحو 150 رجل أعمال من كل طرف. ويتوقع أن يفتتحه أردوغان وعطري ومسؤولون اقتصاديون من الدولتين، للحض على تعزيز العلاقات بين القطاع الخاص والإفادة من تطور العلاقات السياسية والاتفاقات الموقعة في إطار المجلس الاستراتيجي. وكان الجانبان عقدا منتدى اقتصادياً خلال زيارة الرئيس التركي عبدالله غُل لدمشق منتصف العام الماضي. إلى ذلك، قال اونهون إن المنتدى العربي - التركي الذي عقد في دمشق منتصف الشهر الجاري أسفر عن اتفاق على تنظيم مؤتمر للعلاقات بين الطرفين في اسطنبول في منتصف حزيران (يونيو) المقبل، بمشاركة وزراء وبرلمانيين ورجال أعمال وجمعيات أهلية.