ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «مكتب التحقيقات الفدرالي» الأميركي (إف بي آي) سهّل دفع فدية قدرها 250 ألف دولار إلى تنظيم «القاعدة» للإفراج عن عامل أميركي كان يحتجزه، وقتل لاحقاً في غارة لطائرة من دون طيار. ويعتبر دور «إف بي آي» الذي لم يكشف عنه من قبل، مخالفاً لموقف واشنطن المعارض منذ زمن طويل لدفع أي فدية مقابل إطلاق سراح الرهائن. وامتنعت الناطقة باسم «إف بي آي» عن التعليق، مبررة ذلك بأن «التحقيق لا يزال مستمراً»، إلا أن شبكة «إيه بي سي» أوردت في نهاية الأسبوع الماضي، أنه من المتوقع أن يصدر «مركز مكافحة الإرهاب الوطني»، وهو مركز استشاري، بناء على أوامر من البيت الأبيض، توصية إلى المسؤولين الأميركيين بالتوقف عن ملاحقة أسر الرهائن الأميركيين الذين يجرون اتصالات مع الخاطفين في الخارج أو يجمعون الأموال أو يدفعون الفدية. وخطف وورن فاينستاين من قبل «القاعدة» في باكستان في العام 2011، وقتل مع الرهينة الإيطالي جيوفاني لو بورتا، في كانون الثاني (يناير) الماضي، في غارة لطائرة أميركية من دون طيار كانت تستهدف مخباً للتنظيم في المناطق القبلية في باكستان. وتابعت الصحيفة: «إف بي آي قام بالتحري عن وسيط باكستاني لجأت إليه أسرة فاينستاين، لتوصيل فدية بقيمة 250 ألف دولار، وأمن معلومات إستخباراتية إضافية لعملية الإفراج عنه». وقال الوسيط الباكستاني، إن «الفدية تم تسليمها إلى الخاطفين في العام 2012، بأوراق مالية من فئة مئة دولار في مدينة بيشاور (شمال غرب)، لكن لم يتم الإفراج عن فاينستاين». وشدد الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، على أن الحكومة الأميركية «لا تقدم تنازلات إلى الإرهابيين». وتابع إن «السياسة القائمة منذ تولي إدارة أوباما الحكم قبل ست سنوات وخلال الإدارة السابقة هي نفسها التي لا تزال معتمدة حالياً». وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة، إن عناصر من «إف بي آي» لم يعطوا موافقة مباشرة أو ترخيصاً بدفع الفدية، ما كان سيشكل انتهاكاً للسياسة الأميركية حيال قضية الرهائن، بل قاموا بتزويد معلومات لحماية الأسرة خصوصاً. وكان الناطق باسم الأسرة أعلن في نهاية الأسبوع الماضي، أن أقارب فاينستاين «عملوا بنصائح أشخاص في الحكومة يتعاملون مع قضايا مشابهة في شكل دائم وخاب أملهم بأن جهودهم لم تتكلل بالنجاح». وكتبت الصحيفة أن «إف بي آي»، قال لأسرة الرهينة أن دفع فدية ربما هو الحل الأفضل بين خيارات عدة غير مشجعة لمحاولة إطلاق سراح فاينستاين. إلا أن «إف بي آي» حذر الأسرة من أن «القاعدة قد لا تفرج عنه حتى بعد دفع الفدية». وقال مسؤولون، إن إرسال مهمة إنقاذ لم تكن خياراً واقعياً لأن الاستخبارات الأميركية لم يكن لديها معلومات موثوقة حول مكان فاينستاين في باكستان في أي مرحلة من فترة احتجازه.