التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في زيارة إلى القاهرة، نظيره المصري أحمد نظيف في القرية الذكية غرب العاصمة المصرية، قبل أن ينضم إليهما لاحقاً أعضاء وفدي البلدين في جلسة موسعة، سيعقبها اليوم لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك. وعقب المحادثات، صرح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري الدكتور مجدي راضي خلال مؤتمر صحافي بأن نظيف أكد حرص مصر على وحدة العراق وسلامة أراضيه ورفضها أي تدخلات خارجية أو أجنبية في الشؤون العراقية، مشدداً على الاستعداد الكامل للقاهرة للعمل مع العراق في إعادة إعماره. وقال راضي إن المالكي أشار في عرضه الوافي إلى ما يجرى في العراق من إعادة بناء في محاور التنمية كافة بدءاً بالجانب الدستوري، إضافة إلى الجانب الأمني الذي يمثل تحدياً كبيراً. وأوضح مجدي راضي أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى تحقيق التنمية والارتقاء بمستوى معيشة متميز للمواطن العراقي، بالاستفادة من الموارد الطبيعية التي يزخر بها العراق وعلى رأسها النفط. وقال إن عملية إعادة إعمار العراق حظيت باهتمام كبير خلال المحادثات، وحرص الجانبان على أن تقدم مصر كل خبراتها في هذا المجال، وهو ما أكدته مرات خلال زيارات الوزراء المصريين للعراق وآخرها زيارة وزيري الاستثمار الدكتور محمود محيي الدين والبترول المهندس سامح فهمي. وأوضح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء أن الجانبين المصري والعراقي أكدا تعزيز العمل بينهما خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى تدريب أكثر من خمسة آلاف عراقي في مصر في مجالات متعددة سواء التعليم أو البحث العلمي أو الجامعات والتنمية الإدارية. كما اتفق الجانبان على أن تكون الأولوية للشركات (والوزارات) المصرية لتقديم أي خبرات والمساهمة في عملية إعادة إعمار العراق. كما اتفقا على زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وخصوصاً أن التبادل التجاري شهد طفرة ملحوظة خلال السنتين الماضيتين من 50 مليون دولار إلى أكثر من 300 مليون دولار العام الماضى. كما شهدت الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي زيادة بلغت 350 مليون دولار في حجم التجارة بين الجانبين، وهناك فرص لزيادة التجارة بين مصر والعراق لتلبية طموحات البلدين. من جهته، قال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط إن نظيف والمالكي استعرضا العلاقات وكيفية دعمها، وخصوصاً في مجالي الإسكان والنفط، إذ أن هناك عدداً من الشركات المصرية الجيدة التي لديها الكفاءة العالية وتستطيع المنافسة في السوق العراقية. وأشار إلى أن الآلية المطروحة في العراق حالياً هي التنافس، والجميع يخضع إليها. وأكد أن الشركات المصرية لها الأولوية في التعامل في السوق العراقية، نظراً إلى ما تتمتع به من إمكانات وخبرات كبيرة وهناك فرص هائلة للاستثمار في العراق. وقال إن القوة الإيرانية المسلحة انسحبت من موقع بئر فكة لكنها لا تزال داخل الأراضي العراقية، ونطالب الجانب الإيراني بالانسحاب الكامل والرجوع إلى النقطة التي كانت عليها في السابق. وأضاف أن هناك اتصالات بين وزيري خارجية العراق وإيران لتفعيل لجان ترسيم الحدود المشتركة وتثبيت العلامة الحدودية لحل هذا النزاع. وأوضح أن العراق لا يحتكم إلى الجانب الإيراني في ما يتعلق بالخلاف على الحدود، مؤكداً أن لدينا كامل الدلائل والإثباتات على أن هذه الأراضي عراقية، وأن بئر فكة عراقي وحُفر بعد ترسيم العلامات الحدودية. وعن إمكان تدخل الولاياتالمتحدة في هذا النزاع، قال الدباغ إن هذا شأن عراقي لا دخل لواشنطن فيه، وحله ضمن العلاقات الثنائية، ولا نحتاج إليها الآن. وأكد أن كل الخيارات مفتوحة من أجل الحفاظ على سيادة العراق ولا نسمح للجانب الإيراني بأن ينتهك حدودنا أو يخرق سيادتنا. كما أكد أن بلاده لديها كامل الشرعية الدولية و«الجامعة العربية» و«الأشقاء العرب»، معرباً عن أمله بألا يتطور الأمر إلى درجة تأخذ فيه مدى غير الذي نريده. وذكر: «نتحدث عن خلاف حدودي نحاول أن نتجاوزه في إطار العلاقات الثنائية بين الجانبين العراقي والإيراني». ويجري المالكي خلال زيارته للقاهرة محادثات مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى.