باريس - أ ف ب - أدت موجة من البرد صاحبها تساقط كثيف للثلوج الى احتجاز عشرات آلاف المسافرين امس في محطات القطارات، وازدحامات على الطرق وفي المطارات، ما تسبب في عرقلة حركة السفر في بداية موسم اعياد الميلاد. وتوفي 19 شخصاً على الاقل، خصوصاً في بولندا، غالبيتهم من المشردين بسبب انخفاض درجات الحرارة الى مستويات متدنية للغاية في انحاء المنطقة، ووصلت في اجزاء من المانيا الى 33 درجة مئوية تحت الصفر. وتتوقع الأرصاد الجوية تساقط مزيد من الثلوج على المنطقة، إضافة الى الأمطار خلال اليومين المقبلين، إلا ان درجات الحرارة سترتفع قليلاً وتتحسن الحال الجوية قبل عيد الميلاد الذي يصادف يوم الجمعة المقبل. وأغلقت الطرق وسكك الحديد او تعطلت بسبب الثلوج او الجليد الاسود - الخطر لانه يتخذ لون ما تحته نظراً إلى شفافيته فتصعب رؤيته - او الفيضانات في مناطق شمال اوروبا وغربها من البرتغال وحتى هولندا. كما ادت الاحوال الجوية الى تأخر الطائرات المغادرة من مطارات لندن وبروكسل وباريس. وواجه النفق تحت المانش الواصل بين بريطانيا وفرنسا مشاكل كبيرة، إذ توقفت حركة قطارات «يوروستار» بين لندن وباريس عقب تعطل خمسة قطارات. وأكدت شركة «يوروستار» التي تشغل قطارات الركاب تحت المانش انها لن تسيّر رحلات من دون ان تتمكن من تحديد متى ستستأنف خدماتها المتوقفة عملياً منذ مساء الجمعة بسبب العواصف والثلوج في المنطقة. وأدى ذلك الى تأثر اكثر من 24 ألف مسافر يرغبون في التنقل قبل عيد الميلاد. وقالت الشركة انها سترسل قطاري اختبار في النفق للتأكد مما اذا كانا سيتحملان درجات الحرارة تحت الصفر في شمال فرنسا والتي يعتقد انها تسببت في تعطل القطارات داخل النفق قبل أيام. وأمضى اكثر من ألفي راكب الليل بطوله داخل النفق الواقع تحت الماء بعضهم من دون ماء ولا طعام. وقال فنيون ان الأعطال ناجمة عن الاختلاف الكبير في درجات الحرارة المتدنية جداً في الخارج والهواء الدافئ داخل النفق الذي لم تتمكن انظمة القطارات من التكيف معه بسرعة. وازدحمت الطرق المؤدية الى موانئ دوفر وكاليه بسبب تساقط الثلوج الكثيفة وطوابير الشاحنات. وتسود الاحوال الجوية الصعبة في اوروبا في الوقت الذي تشهد المناطق الشرقية من الولاياتالمتحدة عاصفة ثلجية غطت الكثير من الولايات وشلّت حركة النقل وأدت الى قطع الكهرباء عن آلاف المنازل. (الصورة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة - رويترز)