لا تلعبي يا بريطانيا، فليس لكِ في ذلك الملعب، الآن ولا قبلاً، شرفٌ ولا ترفٌ. بل إنها الأشواك والذكريات الأليمة... وإن أردتِ اللعب يا بريطانيا فانزعي الأشواك من جسد ملأتيه بالأشواك والبثور والخلايا السرطانية، التي زحفت حتى كادت تغطي بريق المسجد الأقصى الذي بورك حوله. لقد هددوكِ بالحرمان من اللعب، وأنتِ كنتِ اللاعب الكبير، وهذا كان خطراً، ليس عليهم... إنهم هم الخائفون الآن، فدعي القانون يتكلم واصمتي، كما صمتِّ يوم كانوا يقتلون الأطفال ويهدمون البيوت على رؤوس أصحابها. لقد أرادت تسيبي ليفني أن تأتي إليكِ كي تعلن افتخارها بإنجازها الكبير، الذي زاد على 2500 قتيل وجريح، وعن تدمير 400 بيت على رؤوس أصحابها، من الأطفال والنساء الذين لا يشبهونها، فهم أناس أبرياء كانوا في بلدهم آمنين، حتى جاءت تلك التي تشبه المرأة الجميلة لتقتل هي ورفاقها الأطفال، وتنسف البيوت، وترجع إلى مكمنها الذي استولت عليه قبلاً لا قبولاً... وهنا تحركت الضمائر التي تعلم أن قانون الغاب لا يشمل الكون كله! وهنا تحتار تسيبي لفني والقتلة رفاقها فيبدؤون التلفت حولهم، وحولهم كل شيء مباح، ولهذا يختارون التهديد! وتوعدوا: أنتِ يا بريطانيا؟! أنتِ من يهدد تسيبي ليفني؟ أنتِ من يهدد موشي يعالون يا بريطانيا؟ أنتِ من يهدد دورون إمبلوغ؟ أوه، شيء رهيب يا بريطانيا، قانونك يأمر بمعاقبة مجرمي الحرب! هذا القانون يجب أن يتوقف وإلا لن ندع لكِ مجالاً للعب في قضية الشرق الأوسط! الحكومة البريطانية مصدومة الآن، فهي تظن نفسها لاعباً في فريق السلام، والسلام يظل بعيداً عن متناول الجميع بحكم القانون الذي يقول: إنه ما لم يطبق فلن يكون هناك ملعب صالح للعب، فيا بريطانيا لا تستعجلي اللعب حتى يطبق القانون وتزال كل الخلايا السرطانية التي كنتِ أول من حقنها في جسد آباء أولئك القتلى، وهنا أيضاً لا يسعنا إلا أن نرحب بأصحاب الضمائر التي لم تمت، ومنها من يعيش ليس في بريطانيا، إذ القانون الذي يقلق الساسة فيها، فهنا في الأرض المحتلة أيضاً من يهتم بما تفعله تسيبي لفني والنتن يا هوه من إجرام، ولعل إخوتنا القراء يقرؤون عن واحد من هؤلاء الذين تمتعوا بالضمائر الحية، وقد أوردت عنه أختنا العزيزة الفاضلة الدكتورة أميمة بنت أحمد الجلاهمة في مقالها هذا الأسبوع أنه الكاتب اليهودي جدعون ليفي، الذي كتب مقالاً ساخراً بعنوان «الخطاب التاريخي»، دعا فيه ساسة الصهاينة إلى أن يكونوا صرحاء ولا يختفوا خلف الكذب والخوف، فيعلنون بأنهم لن يتوقفوا عن النهب والهدم حتى يتم لهم كل ما يشتهون! نعود لنقول: لا تستعجلي يا بريطانيا؛ فالملعب لم يدخل العناية المركزة، وهو يحتاج إلى الكثير من الإصلاح والترميم. [email protected]