منح الرئيس السوداني عمر البشير دولة جنوب السودان أمس، «فرصةً أخيرة» لإجلاء الحركات المتمردة ضد بلاده من أراضيها والكف عن دعمها وإيوائها، مؤكداً حق حكومته في ملاحقة تلك الحركات داخل الأراضي الجنوبية. وقال البشير خلال زيارته ولاية جنوب درافور التي شهدت مواجهات دامية بين الجيش ومتمردي حركة «العدل والمساواة» أول من أمس، إن أمام جوبا فرصة لإجلاء الحركات المسلحة السودانية من أراضيها وتجريدها من السلاح. وأضاف خلال مخاطبته القوات الحكومية في منطقة تلس: «شرفتم السودان ورفعتم رأسنا ودمرتم الخونة والإرهابيين»، في إشارة إلى المعارك التي دارت مع حركة «العدل والمساواة» في المنطقة، مشدداً على أن «يحق للسودان ملاحقة الحركات المسلحة في أي مكان». وعرضت قوات الجيش والدعم السريع أمام البشير أكثر من 100 سيارة مسلحة قالت إنها غنمتها من متمردي «حركة العدل والمساواة»، بعد العبور بها من جنوب السودان. أما في جوبا فنفى جيش دولة جنوب السودان، صحة الاتهامات الموجهة من الخرطوم، ب «دعم وإيواء» متمردين يقاتلون ضدها في إقليم دارفور. وقال الناطق باسم جيش الجنوب العقيد فيليب أغوير إن تلك الاتهامات «لا أساس لها من الصحة». في المقابل، أعلنت «حركة العدل والمساواة» مقتل 25 ضابطاً وأكثر من 100 جندي تابعين للقوات الحكومية السودانية وميليشيات متحالفة معها في معركة في منطقة تلس في ولاية جنوب دارفور. إلى ذلك، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السودانية، مؤكداً أن البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في إقليم درافور «يوناميد»، فقدت أحد جنودها بسبب رفض السودان السماح لطائرة تتبع للبعثة بنقل جندي اثيوبي إلى عاصمة بلاده أديس أبابا لتلقي العلاج. كما دان الأحداث التي وقعت يومي الخميس والجمعة الماضيين في ولاية جنوب درافور ضد «يوناميد»، مطالباً الخرطوم برفع القيود المفروضة على البعثة هناك. وطالب بان كي مون في بيان الحكومة السودانية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتجنب مزيد من الهجمات والتهديدات ضد «يوناميد»، فضلاً عن تقديم منفذي الهجمات للعدالة. وفي شأن آخر، أعلن متمردو جنوب السودان أمس، أنهم سيطروا على مدينة ربكونا في ولاية الوحدة النفطية وأنهم يتقدمون نحو بانتيو عاصمة الولاية. وقال القائد الميداني في حركة التمرد الجنرال جيمس غاي أنهم سيطروا على ربكونا عقب انسحاب قوات من الحركات المتمردة السودانية المتحالفة مع جوبا. وأصدرت آلية المراقبة والتحقق التابعة للهيئة الحكومية لتنمية دول شرق افريقيا «إيغاد» التي تتوسط في النزاع الجنوبي تقريراً اتهمت فيه قوات حكومة جنوب السودان، بمهاجمة مواقع جنوب بانتيو الشهر الماضي. وأكد التقرير أن القوات الحكومية هي التي بدأت بالقتال في منطقة غويت الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة «يونيسف» عن إطلاق دفعة أخيرة من الأطفال المجندين والمرتبطين بقوات فصيل «كوبرا» المسلح في قرية نائية في ولاية جونقلي. وشملت تلك الدفعة 282 طفلاً من بينهم طفلة واحدة. ويرتفع بذلك العدد الإجمالي للأطفال الذين أُطلقوا إلى 1757 طفلاً منذ بداية العام.