أثارت عمليات شراء الأصوات ردود فعل رافضة من غالبية المرشحين للانتخابات في غرفة الشرقية التي بدأت أمس في محافظتي القطيفوالخفجي، وأكدوا أن هذا الأمر يحرف العملية الانتخابية عن هدفها، ويشكل تشويهاً للنزاهة التي تتطلبها الانتخابات، مشيرين إلى أن المنافسة الشريفة تستحق من المترشحين القبول بنتائج الصناديق أياً كانت. ولم تسجل رسمياً أية محاولة شراء أو بيع أصوات، على رغم أحاديث كثيرة تناولها عاملون في الحملات الانتخابية عن تلقيهم عروضاً من ناخبين يعرضون بيع أصواتهم، في الوقت الذي استشعرت الماكينات الانتخابية وجود جهات أمنية رقابية ترصد ما يجري في الانتخابات، ما جعل الكثيرين يكونوا حذرين في التعاطي مع المخالفات التي لا يقرها النظام، الأمر الذي لم يؤكده أو ينفيه عاملون في اللجنة المشرفة على الانتخابات. وكانت عملية التصويت بدأت صباح أمس في الوقت المحدد لها عند الساعة التاسعة في مركزي القطيفوالخفجي، حيث كان الإقبال عادياً في القطيف، وفوق المعتاد في الخفجي، إلا أن الفترة المسائية كانت الأشد حيث سجلت حضوراً قوياً في المركزين، انعكس على تفاعل العاملين في الحملات الانتخابية. وذكر رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات يحيى عزان ل «الحياة» أن العملية الانتخابية سارت بصورة طبيعية في اليوم الأول، وكانت هادئة ولم يشوبها شيء، مؤكداً أن اللجنة المشرفة عملت على تهيئة المراكز المخصصة لعملية التصويت، والتأكد من جاهزية الشركة المسؤولة عن عملية فرز الأصوات، إضافة إلى تجهيز الفروع وأماكن صناديق الاقتراع، ومراجعة جميع الإعدادات والتجهيزات لبدء عملية التصويت، إلى جانب التنسيق مع الجهات الأمنية لمتابعة العملية، التي سيشرف عليها 21 مراقباً ومراقبة، بواقع ثلاثة مراقبين في كل مركز اقتراع تم اختيارهم من المرشحين في اجتماع سابق. وذكر أن عدد المشتركين والمشتركات الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات يبلغ 24302 ناخب وناخبة، فيما بلغ عدد المنتسبات للغرفة نحو 2849 سيدة، بحسب إحصائية لمنتصف 2009، ولا يحق التصويت في الانتخابات إلا لمن تجاوزت مدة انتسابهن للغرفة عاماً كاملاً، واللائي يفوق عددهن 1500 سيدة. إلا أنه رفض الحديث عن أرقام التصويت في اليوم الأول من الانتخابات، مشيراً إلى أن النظام لا يسمح بذلك، مؤكداً أن الأرقام التي يتم تداولها غير رسمية ولم تصدر عن اللجنة المشرفة، وهي اجتهادات من العاملين في فرق المرشحين. يذكر أن غرفة الشرقية تضم قرابة 36 ألف منتسب، فيما توقعت مصادر في الغرفة أن يشارك في التصويت نحو 30 في المئة، إلا أن رئيس الغرفة الحالي عبدالرحمن الراشد قال ل «الحياة» انه يتوقع أن تكون نسبة التصويت في هذه الانتخابات أعلى من الدورة الماضية، الأمر الذي أيده عضو مجلس الإدارة غسان النمر، الذي أضاف أن نظام الانتخابات بالصوت الواحد يدفع المرشحين إلى دعوة الناخبين إلى التصويت بكثافة. وأوضح الراشد أن هذه الدورة تعتبر تجربة جديدة لأول مرة حيث ألغى الصوت الواحد التجمعات الانتخابية للمرشحين التي اعتادت عليها انتخابات الغرفة في السابق، مؤكداً ضرورة أن يتم تقويمها إضافة إلى نتائج الغرفة الأخرى، وأشار إلى ضرورة مكافحة الظواهر السلبية التي تترافق مع الانتخابات في المملكة والتي من بينها الاصطفاف القبلي أو الطائفي أو شراء الأصوات، وان بث الوعي والثقافة بين الناخبين ضرورة ملحة للقضاء على هذه الظواهر. وقال ان رجال الأعمال يجب أن تجمعهم المصالح المشتركة التي تستوجب منهم حمايتها وتنميتها والمحافظة عليها، مؤكداً أنه مع مرور الزمن ستنتهي مثل هذه الأمور، وسنتجاوزها إلى الأفضل، خصوصاً أن قطاع رجال الأعمال يستشعر الحاجة المستمرة إلى التطور، والوصول إلى الأفضل. من جانبه، قال عضو مجلس الإدارة غسان النمر ان الانتخابات الجارية تختلف عن سابقتها اختلافاً كلياً، مشيراً إلى أنها بنسختها الجديدة تتطلب الكثير من العمل والجهد المنظم الذي يراعي مختلف ظروف العملية الانتخابية، وذكر أنه لا يصغي سمعه للأصوات التي تتحدث عن شراء أصوات، مؤكدا أن شرف المنافسة يقتضي أن يكون المرشح أولاً صادقاً مع نفسه، ومن ثم صادقاً مع زملائه من المرشحين الذين يخوضون المنافسة بكل نزاهة، ويتقبلون النتيجة برحابة صدر سواء كانت فوزاً أو خسارة. وعبر المهندس نبيه البراهيم (ناخب) أن المشاركة في الانتخابات أمر يستحق التقدير، إلا أن الإقبال في الفترة الصباحية كان أقل من المتوقع، وتحسن في الفترة المسائية، وكان قوياً، متوقعاً له أن يأتي في مرتبة بعد الدمام، وشبه مركز القطيف بالنسبة لانتخابات غرفة الشرقية بولاية «نيومامبشر» بالنسبة للانتخابات الأميركية حيث تعتبر مؤشراً على فوز المرشحين في الانتخابات. وحول الظواهر السلبية التي ترافق الانتخابات، قال: «ستجد من بين الناخبين من لا يمتلك صوته، فهو قابل للبيع والشراء، وهذا خيانة للأمانة»، وأشار إلى ان الدورة الجديدة تفتقد إلى الزخم الإعلامي الكافي الذي يدفع بالناخبين إلى المجيء إلى صناديق الاقتراع، وذكر أنه يوجد لدى شريحة لا بأس بها من التجار عدم اهتمام بانتخابات الغرفة، ولا يجدون الدافع للمشاركة فيها، والمحفز للانتخاب. وتستمر فترة التصويت خمسة أيام في ستة مراكز اقتراع بدأت أمس في القطيفوالخفجي، واليوم في حفرالباطن ورأس تنورة، وغداً في الجبيل والمركز النسائي للسيدات في مبنى الغرفة في الدمام، والثلثاء والأربعاء في المبنى الرئيسي للغرفة في الدمام.