في لحظة مباغتة، تحول الذهول إلى رعب، وبدأ السيل هجوماً ضارياً على منزل محمد الجيزاني يوم كارثة الأربعاء، فأغرقت المنزل والذكريات، وكادت أن تغرقه وأطفاله التسعة. المشهد عصي التصور. ارتفاع الماء وصل إلى عنق محمد، وتحطم المنزل وسبح جميع أثاثه في الوحل، والأطفال يتعلقون بعنق الأب طلباً للنجاة، مشهد لا ينسى يقول، «وتسببت بتعب نفسي للأسرة، وسكون الرعب والخوف داخل قلوب الأطفال، من اقتحام السيول لمنزله فجأة وتحطم كل ما بداخله أمام أعينهم». الزوجة أم سامي تصف المشهد ل«الحياة» قائلة: «إننا نسكن في منطقة غليل وكانت الأمطار تهطل منذ الصباح، لكن لم يخطر ببالي أن يصل الأمر إلى هذا الحد، ومع دخول وقت العصر اقتحمت السيول منزلنا فلم نستطع مقاومتها، وفي لحظات وجدنا أنفسنا محاصرين بالمياه. كنت أرفع أطفالي فوق الأثاث حتى لا يخطفهم. كان السيل أقوى مني وأطفالي التسعة، وكان الرعب يملأ قلوبنا». وتضيف: «حاولنا المقاومة من دون جدوى ولم ينقذنا سوى رجال الحارة، خصوصاً وأننا لم نستطع الاتصال بأحد ولا حتى الدفاع المدني، فقد فاجأنا السيل داخل المنزل لم نستطع التصرف، وتعرض زوجي لإصابة في ساقه، ولكن الرجال سمعوا صراخنا واقتحموا منزلنا وأنقذونا». وتتابع رواية مأساتها: «ذهبنا بعد ذلك لمنزل أهلي ومكثنا أياماً عدة حتى وفر لنا الدفاع المدني شقة مفروشة، وبدأت بعد ذلك رحلة بأطفالي المرضى بين المستشفيات، بعضهم ارتفعت حرارته، والآخرون سببت لهم المياه تلوثاً، أحمد الله أننا لا نزال على قيد الحياة فما رأيناه أرهق أنفسنا، وأطفالي لا يزالون مرعوبين مما شاهدوه». ويؤرق الأسرة أن منزلها تضرر بالكامل، بعد أن تجاوز منسوب المياه متراً داخله، وعندما عادوا لتفقده وجدوه بركة من الطين والوحل، ويخشون مصيرهم بعد انتهاء فترة إقامتهم في الشقة المفروشة.