ودّع رجل الأمن عمر إبراهيم أبناءه عند باب المنزل متوجهاً لمقر عمله بمحافظة بقيق. وطلبت ابنته الكبرى عائشة منه إحضار «شوكولاتة»، حين عودته وشراء هدية لها، كي تهديها لمعلمتها. لكنها لم تكن تعرف بأنها لن تراه مرة أخرى. وقال عدنان شقيق المتوفى ل «الحياة»: «كان شقيقي باراً بالجميع ومتواصلاً مع جميع أفراد الأسرة. وكان يحتضن أبناءه قبل ليلة وفاته وكأنه يودعهم لآخر مرة». وأضاف عدنان: «شقيقي مصاب بالسكري، وأصيب يومها بهبوط حاد في الدورة الدموية، وهو على رأس العمل في نقطة تفتيش مدخل بقيق مع زملائه في ميدان الشرف، ولاحظ زملاؤه شعوره بالتعب، وطلبوا منه الجلوس وأخذ قسطٍ من الراحة، لكن التعب بات واضحاً على محياه، فتم نقله، ولكنه توفى قبل الوصول إلى مستشفى بقيق، وهو يرتدي البدلة العسكرية في ميدان الشرف». وللمتوفى ثلاث بنات هن: عائشة، وجوهرة، ولما، إضافة إلى ولد واحد اسمه إبراهيم. وكان همّ عمر الكبير «تأمين منزل لأبنائه، وسداد ديونه المتراكمة، التي أصبحت هماً وكابوساً يهدد حياة أسرته»، بحسب شقيقه، الذي ناشد ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، قائلاً: «عودنا الوقوف مع رجال الأمن، وأتمنى أن يمسح بيده الحانية أحزان أبناء شقيقي، الذي خدم في شرطة محافظة بقيق لأكثر من 20 عاماً، وتوفى وهو على رأس العمل بين زملائه».