أكد المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وجوب ابتعاد أهل العلم وطلابه عن التحزب والتعصب للأشخاص والأحزاب والهمز واللمز والتجريح والهجر والطعن. وأشار المفتي خلال محاضرة نظمتها الجامعة الإسلامية أول من أمس في المدينةالمنورة بعنوان «آداب طالب العلم» إلى أن الاختلاف بين العلماء يجب أن يكون النقاش فيه على بساط المودة بالحوار الهادف الذي يبين الحق، من دون سباب أو شتائم ،لأن أهل العلم أهل مودة يجمعهم رحم العلم وأخوَّة الإيمان. وقال: «إن للعلم شرفاً قد رفع الله قدر أهله وأشهدهم على أعظم مشهود، ورفع درجاتهم، وأنه ينبغي لطالب العلم أن يتخلق بالإخلاص، وينوي به رفع الجهل عن نفسه ثم عن غيره، وأن يبتعد عن الرياء والسمعة، وعليه بالجد في الطلب والقوة في التحصيل، والله يقول: «يا يحيى خذ الكتاب بقوة»، والعمل بما تعلم حتى لا يكون علمه حجة عليه ووبالاً، والدعوة إلى الحق والصبر على ذلك، وأن يعامل غيره بأدب واحترام، وأن يتواضع ولا يتكبر، وكلما زاد علم العبد بربه زاد في تواضعه مع خلقه». ونبه المفتي آل الشيخ إلى «أن النقاش عند الاختلاف في الرأي يجب أن يكون على بساط المودة، وبالحوار العلمي الهادف إلى الإصلاح وبيان الحق، لا التشتيت والتنفير وكيل السباب والشتائم، كما أنه لا ينبغي إن حصل من العالم هفوة أن يشهر به ويطعن، وابن تيمية لو قرأت كتبه وفتاواه لم تجد فيها كلمة سيئة في حق عالم قد سبق، فابن حزم شذ في بعض المسائل، ولكن كان له مع ذلك الباع الطولى في نصرة الحق والسنة والجهاد في سبيله، فلما وصل إليه بيت ذلك النصراني الذي طعن في الإسلام وأهله لم يهدأ باله ولم يجلس إلا بعد ما رد عليه بقصيدة أقوى منه، فلذا نجد ابن تيمية يصفه بالإمام والمجاهد مع مخالفته له في كثير من المسائل». وأضاف: «كما أثنى ابن تيمية على أبي المعالي الجويني، واستفاد منه مع ما فيه من الأخطاء والمخالفات، فأنصف ولم ينس خدمته للإسلام والدفاع عنه من أجل بعض أخطائه، بل كان يعامل خصمه معاملة راقية، فعلى طالب العلم أن يتخلق بهذه الآداب في كل أحواله وتعاملاته».