قالت الناطقة باسم الحكومة البولندية مالغورزاتا كيداوا - بلونسكا اليوم (الخميس) إن بلادها ما زالت تنتظر اعتذاراً من الولاياتالمتحدة عن تصريحات لمسؤول في مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (اف بي آي) تقول وارسو إنها تلمح إلى تواطؤ بولندا في محارق النازي أثناء الحرب العالمية الثانية. وأثارت تصريحات جيمس كومي مدير مكتب "اف بي آي" التي جاءت في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي الغضب في بولندا، ودانها سياسيون ووسائل إعلام. وبولندا من أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة في أوروبا وتعززت العلاقات بين البلدين بعد الصراع في أوكرانيا والتوتر مع روسيا. ودعا سياسيون بولنديون مراراً إلى تعزيز الوجود الأميركي في المنطقة. وجاء في مقال كومي بالصحيفة أن "في أذهان القتلة وشركائهم في ألمانيا وبولندا وهنغاريا وفي أماكن أخرى كثيرة يعتبرون أنهم لم يقترفوا إثماً. أقنعوا أنفسهم أن هذا هو ما كان يجب القيام به. ما كان عليهم القيام به". وتقول بولندا إن الفقرة تلمح على نحو خاطئ إلى ضلوعها في قتل اليهود الأوروبيين في محارق النازيين. وقالت مالغورزاتا المتحدثة اليوم الخميس لقناة "تي في ان 24" التلفزيونية الخاصة "ننتظر كلمة اعتذاز من الجانب الأميركي". وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية الاثنين الماضي إن كومي لم يكن يقصد في مقاله الذي نشر الأسبوع الماضي أن بولندا مسؤولة عن محارق النازي أثناء الحرب العالمية الثانية. ورداً على سؤال لقناة "ويت 6 التلفزيونية" التابعة إلى شبكة "ايه بي سي" عما إذا كان لديه اعتذار ليقدمه إلى بولندا قال كومي: "لا. باستثناء أنني لم أكتب أن بولندا مسؤولة عن محارق النازي. أتمنى لو أنني لم أذكر أي دولة بالاسم لأن هذا شتت انتباه البعض عما أقصده". وأضاف: "يساورني بعض القلق من أن بعض الدول لم يفهم ما قصدته. لا شك في أن شعب بولندا قاوم النازيين ببسالة وأن البعض وفر حماية بطولية لليهود، لكن ما من شك أيضاً في أنه كان هناك متعاونون مع النازيين في كل دولة احتلها النازيون". وقال نائب وزير خارجية بولندا رافال ترزاسكوفسكي لقناة "تي في بي انفو" اليوم، إن "مدير مكتب التحقيقات الاتحادي يحاول التنصل مما قاله، لكنه لا يملك الشجاعة للاعتذار".