أكد مدير إدارة الطوارئ في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة طارق عشماوي في تصريح إلى «الحياة» أن عملية تلقيح السحب في عدد من مناطق المملكة تمت بنجاح، إلا أن شح السحب في الفترة الأخيرة أعاقت هطول الأمطار بشكل كبير. وأوضح أن التجربة قائمة متى ما توافرت كميات مناسبة من بخار المياه المصاحبة للسحب، مشيراً إلى أن التجارب التي أقيمت هذا العام كان لها تأثير قوي جداً على هطول كميات المياه التي شهدتها المنطقة الوسطى. وأكد أن المواد المستخدمة في عملية تلقيح السحب هي مواد خالية من أي ضرر، كون المادة الرئيسية المستخدمة هي ملح الطعام، بل إن نسبة الملح الموجودة في مياه الأمطار أقل من نسبة الملح الموجودة في ماء الشرب. وأشار إلى أن قلة تكون السحب في مناطق المملكة تعوق نوعاً ما زيادة عملية تلقيح السحب، إذ تم تسجيل ضعف تكرار ظهور السحب من فترة إلى أخرى، مؤكداً فاعلية عملية التلقيح ونجاحها من عام إلى آخر. وتوقع عشماوي أن تستمر حال الغبار والأتربة المثارة خلال الأسبوع الجاري بسبب نشاط الرياح السطحية في بعض مناطق المملكة، مشيراً إلى أن حال الغبار ستخف نوعاً ما على المنطقة الوسطى اليوم لتعود غداً. وأكد أن تركيز الغبار سيكون ابتداء من اليوم (السبت) على المنطقة الشرقية، وعلى منطقة نجران، وهناك احتمالات لامتداده إلى منطقة بيشة والدوادمي، مشيراً إلى أن الرؤية ستسجل انخفاضاً إلى 500 متر. وذكر أن مناطق المملكة لم تأخذ كفايتها من كمية الأمطار، إذ لم يكن هناك استمرارية في هطول الأمطار وبالتالي لم تتشبع الأرض، مشيراً إلى أن الوضع الحالي للأجواء يُعد ربيعياً مع التقلبات السريعة للأجواء. واستبعد عشماوي معتمداً على توقعات الأرصاد هطول أمطار خلال الأسبوع الجاري، إلا في حال حدوث مفاجآت غير متوقعة، مطالباً الجمهور بعد الالتفات للإشاعات من أن هناك عواصف شديدة ستغزو المنطقة الوسطى، «فهذا الأمر غير صحيح إطلاقاً». وحول تخفيف الأمطار للأتربة المثارة بين الحين والآخر، قال عشماوي إنه في حال تشربت الأرض من منسوب مياه الأمطار وبكميات كبيرة فسوف يكون تماسك في التربة، خصوصاً أن هناك شجيرات ستظهر وتنبت في البراري بعد هطول الأمطار، ما يجعل الأتربة والعوالق الترابية تخف كثيراً، وسيتضح تأثيرها أكثر في منتصف الصيف، بيد أن هذا الأمر يحتاج إلى كميات كبيرة من الأمطار.