شكلت الطاهيات القطريات، منافسة كبيرة مع طهاة ومطاعم وفنادق عالمية، وذلك في مهرجان قطر العالمي للأغذية عام 2015، الأمر الذي لفت نظر رجال وسيدات وأطفال من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية والآسيوية. وتنوي الهيئة العامة للسياحة القطرية إعادة تصنيف الفنادق لديها، وإلزامها بتضمين وجبة الفطور القطرية، والأطباق الرئيسة المحليّة، والمقبلات والحلويات في خيارات الغذاء، فضلاً عن ضمها للبوفيه العالمي، الذي تقدّمه هذه الفنادق إلى نزلائها وزوّارها كما في قوائم خدمة الغرف لديها، وحيث حلو الساقو الذي تعرفنا عليه لدى أم خلف وزميلاتها الطاهيات القطريات، مثل وضحى الكبيسي في (الأكشاك) الملاصقة لها في ممر الأطباق المنزلية الشعبية، تذوقنا السميد والعصيدة، إلى جانب تلك الأطباق المالحة المذاق كالمضروبة والمشخول والمجبوس، وتعرفنا على نوعية كل طبق ومقاديره، إذ شرحن ل«الحياة» كيفية طبخها، وتشابهها في بعض الطرق مع أكلات خليجية أخرى بمسميات خاصة بكل دولة. كان هنالك تدريب حيّ - على مقربة منهن في حرم المهرجان - يجري لتدريب 100 طاهٍ محترف أصول الطبخ في المطبخ القطري، إذ يضم المطبخ القطري إضافة إلى المجبوس والمضروبة، مجموعة من الأطباق التي تعكِس التشابه مع المطابخ التقليدية الأخرى في العالم العربي، وتظهر التأثير القوي للمطبخ الآسيوي والشمال أفريقي. وعرفنا أن هيئة السياحة القطرية تهدف من هذا البرنامج التدريبي إلى الترويج لثقافة الطعام المحلي والأكلات الشعبية القطرية، لتنتشر في الفنادق والمطاعم، وتصبح أحد خيارات الغذاء الرئيسة المتوفّرة للسياح في قطر. يأتي ذلك ضمن أجواء عاشتها «الحياة» خلال أحداث النسخة السادسة من مهرجان قطر العالمي للأغذية 2015، الذي نظّمته الهيئة العامة للسياحة والخطوط الجوية القطرية، وافتتحته رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني شقيقة أمير قطر، وتجول فيه 170 ألف زائر على مدى خمسة أيام على أرض حديقة متحف الفن الإسلامي بالعاصمة القطريةالدوحة. وفيما جرت مسابقة طبخ للطباخين الهواة، استهوت الزوار من كل الجنسيات تجربة «عشاء في السماء»، من خلال مطعم معلق يقدم وجباته على ارتفاع شاهق، يمنح شعوراً بالمغامرة والرهبة، ويجمعهما مع تجربة تذوق الوجبات الطازجة، وبين أقدام المنظمين للعشاء وسطح الأرض فقط هواء طلق ضمن مسافة بعيدة، وكان لوفد الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة حضور في «عشاء في السماء». وإلى مقربة من هذا التجربة تتراقص عدد من الفرق العالمية والفلكلورية، في الجانب المقابل اصطف 31 مطعماً بانحناءة منسجمة تحيط بمنطقة استراحة مخصصة لجلوس الزوار، وبالمقابل لهم يجري أشهر الطهاة العالميين عملية طبخ مباشر أمام الجمهور في منصة خاصة اتسعت لجلوس أكثر من 100 زائر، إلى جانب مسابقات للشواء. ولم يكن الشاي وجلسته الخاصة غائباً عن المشهد الغذائي في المهرجان، حيث «تكيّة» شاي العصر تذوق فيها الزوار ما يستلذوه من شاي إنكليزي وصيني وعربي، كما كانت الصحة الغذائية حاضرة بين ألذ المأكولات العالمية من خلال «حافلة الصحة» برعاية جامعة وايل كورنيل - قطر، مستهدفة التعريف بالفوائد العديدة للتمارين الرياضية وتناول الأغذية العضوية الطازجة. كل ذلك إلى جانب نقل المهرجات لأجوائه إلى العالم الافتراضي عبر مسابقات على وسائل التواصل الاجتماعي، كتلك المسابقة التي تشجع رب الأسرة على الطبخ مع عائلته ونقل تجربته بالصورة. ومن اللافت في المهرجان العالمي للغذاء حضور أفلام سينمائية عالمية ومحلية تدور أحداثها حول الغذاء، فاز عدد منها في مهرجان سينمائي خلال 2015.