أظهرت عودة الأمير سلطان معافى، سباقاً محموماً بين أفراد المجتمع السعودي، ولكن هذه المرة في موضوع فريد لم يألفوه هو «التعبير عن الحب»، فما من أحد إلا حاول أن يترجم حبه لولي العهد الباسم، من ثري يحجز صفحات إعلان واسعة، إلى طفلة لا تملك إلا ثمن عجينة «دارس» تشكل بها بسمة سلطان، فغدا كل على طريقته «يدندن». نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور زيد الحسين، الذي كان بين من عبروا عن غبطتهم بتقبيل جبين الأمير والسؤال عنه طيلة فترة غيابه، استذكر موقفاً لا ينساه للأمير على رغم مضي فترة عليه، إذ وقف الحسين على عائلة سعودية كان ولي أمرها مبتلى بإعاقة جعلته رهين المنزل، بلا سيارة تمكنه من قيادتها، وهو الذي بالكاد يعيش فلا يستطيع تأمين سائق له ولعائلته، فرفع الحسين إلى الأمير سلطان حالة المقعد فجاءته الاستجابة سخية وسريعة. إلا أن ما أذهل الحسين وهو يروى ذلك الموقف هو أن الأمير بعد أن لبى نداء المعاق، وجه إلى الوسيط رسالة أخرى يشكره فيها على الإرشاد والتوجيه. ولدى سؤاله عن سر تفاني الناس في «التعبير عن حبهم» نحو الأمير على رغم بساطة إمكانات بعضهم يقول الحسين: «السبب والله أعلم أن سلطان تفرّد بشمائله وخصاله الإنسانية الراقية والتي تكرر وصفها على ألسنة الناس من خلال وسائل الإعلام، فهو أحب الناس فأحبوه وأجزل لهم فشكروه، فالذي نسمعه ليس كلاماً مجرداً بل هو تعبير عن واقع وصفه الله بقوله «إن الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا». انظر إلى المشهد في المطار إذ كان غنياً عن الشرح أو التعليق وكأن لسان المحتشدين في المطار يقول لولي عهدهم إذا سلمت فكل الناس قد سلموا»! من جانبها لم تجد أسرة القطامي أفضل من إنشاء مركز قرآني يحمل اسم الأمير سلطان للتعبير عن حبها وفرحتها بشفاء الأمير، فقال ممثلها علي بن ناصر القطامي: «المبادرة جاءت رغبة في تخليد عطاءات سلطان الخير الذي امتدت أياديه سباقة في ميادين البر والإحسان داخل المملكة وخارجها، وسيراً على خطاه في تبني المشاريع الخيرية والإنسانية». وأضاف «مناسبة شفاء والدنا الأمير سلطان بن عبدالعزيز مناسبة غالية على كل قلب، وعشنا لحظات غيابه عن إخوانه وأبنائه بترقب وشوق لمدة عام تقريباً، كنا خلالها لا نفتر عن الدعاء له بموفور الصحة والعافية إلى أن تباشر الناس بالخبر السعيد وعودة سموه إلى أرض البلاد بحمد الله، ولما له من حب وتقدير في قلوبنا بادرنا بالمشاركة في هذه المناسبة بهذا العمل اليسير راجين من الله أن يكتبه في صحائفه». أما الطفلة نوال (12) عاماً التي قررت أن تحتفل بالأمير على طريقتها الخاصة، فكلفت والدها أن يشترى لها عجينة «دارس» بيضاء. وقالت «طلبت العجينة بيضاء لأرسم بها وجه سلطان باسماً أبيض ناصعاً كما أراه لأترجم ما بداخلي من شعور محبة نقية بيضاء نحوه، فاللون الأبيض رمز للنقاء والجمال والرقة والحب، وسوف أهدي الصورة لمدرستي وصديقاتي ومعلماتي ولأسرتي». وإذا كان الأعرابي في العهد الأول قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنني لا أحسن دندنتك أنت ومعاذ ولكني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول، فيجيبه النبي «حولها ندندن»، فإن نوال وأخواتها وكل الشعب السعودي كذلك حول «سلطان يدندنون» ويبقى الاختلاف وحيداً في الإمكانات والمدارك والوسائل.