أمر مدعي محكمة اسطنبول امس، باعتقال ثمانية اشخاص جدد بينهم اربعة رؤساء جامعات، للاشتباه في تورطهم مع تنظيم «ارغينيكون» الذي يتهمه القضاء التركي بتنفيذ جرائم قتل وتفجير وجمع معلومات سرية، تمهيداً لانقلاب عسكري ضد حكومة «حزب العدالة والتنمية» ذي الجذور الاسلامية. وجاء ذلك ضمن ما يعرف بالحملة الثانية عشرة، ضمن حملات الاعتقال التي بدأت قبل اكثر من سنة وشملت اعتقال جنرالات متقاعدين في تموز (يوليو) الماضي. ومن اشهر المعتقلين في الحملة الاخيرة، الدكتور محمد خبرال رئيس جامعة باشكنت في انقرة وصاحب قناة «باشكنت» الاخبارية ذات الخط السياسي القومي المعارض للحكومة، اضافة الى فريد برناي الرئيس السابق لجامعة «مايس» وفاتح حلمي اوغلو الرئيس السابق لجامعة «اينونو» ومصطفى يورتكوران الرئيس السابق لجامعة «اولوداغ». ومن بين المعتقلين الأربعة الآخرين الكاتب في صحيفة «جمهورييت» المعارضة ايرول مانيسالي. واخلي سبيل 32 شخصاً اعتقلوا الاثنين الماضي. وأثارت حملة الاعتقالات الاخيرة، موجة غضب وسخط لدى اوساط سياسية واجتماعية كثيرة، بسبب التحقيق مع شخصيات اكاديمية واخرى عامة، ودهم جمعية «دعم الحياة العصرية» في تركيا والتحقيق مع رئيستها البروفسورة تركان صايلان المصابة بالسرطان، وذلك لما عرف عن تلك الجمعية من نشاطات خيرية بعيدة من السياسة، اهمها تقديم منح دراسية لطلاب الجامعة وتأمين التعليم للطالبات في المدارس الابتدائية والثانوية في القرى والمناطق النائية. واتهمت المعارضة القائمين على التحقيق، باستخدام قضية «ارغينيكون» لاهداف انتقامية لتشويه سمعة جميع الاتاتوركيين او المعارضين للحكومة وترهيبهم. وأعلن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض أن التحقيق في قضية «ارغينيكون» اوكل الى محققين ينتمون الى جماعات اسلامية، معتبراً انهم يسعون الى الانتقام من المثقفين والعلمانيين ورؤساء الجامعات، من خلال اقحامهم في هذه القضية من دون اي دليل، خصوصاً أن رؤساء الجامعات الاربعة الذين اعتقلوا معروفون بموقفهم الحازم ضد الحجاب والمحجبات. كما استنكرت المعارضة طريقة معاملة المعتقلين والذين يتم التحقيق معهم، من خلال دهم منازلهم فجراً واقتيادهم الى مديرية الامن حيث يتم التحقيق معهم لايام طويلة، خصوصاً أن من يتم التحقيق معهم هم شخصيات عامة ويمكنهم الحضور للتحقيق من خلال استدعائهم خطياً. «الكردستاني» على صعيد آخر، وسع الامن التركي دائرة بحثه واعتقالاته من اجل القبض على اكراد يشتبه في انتمائهم الى «حزب العمال الكردستاني» او العمل لحسابه داخل تركيا. فبعد اعتقال 40 شخصاً في محافظات جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية الثلثاء الماضي، شن الامن التركي حملة جديدة في ازمير وأنقرة واسطنبول القى خلالها القبض على 50 شخصاً آخرين. ويتهم الامن التركي المعتقلين، بتشكيل خلية تابعة ل «حزب العمال الكردستاني» تعمل داخل المدن التركية على تزويد الحزب بالمال، من خلال اتاوات تجمعها من رجال اعمال اكراد، وتروج سياسياً للحزب وتؤمن له دماء جديدة من المتطوعين الشباب للقتال في صفوفه. وتأتي هذه العملية الواسعة بعد يوم واحد فقط من اعلان الحزب وقفاً أحادياً للنار حتى تموز المقبل، ودعوة رئيس الاركان الجنرال الكر باشبوغ الحكومة التركية الى تفعيل القوانين التي تشجع المسلحين الاكراد المتمركزين في الجبال على القاء السلاح والعودة الى منازلهم.