في مشهد مهيب شيعت جموع غفيرة أمس جثمان الجندي أول صالح بن مانع المحامض اليامي (25 عاماً) الذي استشهد في مركز السد التابع لقطاع سقام (غرب نجران) أثناء مواجهة مع الحوثيين في اليمن. ونقل أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى أسرة شهيد الواجب، الذي استشهد إثر تبادل رجال حرس الحدود إطلاق النار مع الميليشيات الحوثية في قطاع سقام في منطقة نجران، وكان في استقبال أمير المنطقة لدى وصوله منزل أسرة الشهيد في حي الغويلا في نجران والد وأشقاء الشهيد. وقال أمير منطقة نجران: «أنقل التعازي لكم، وأعبّر عن فخري واعتزازي بالشهيد البطل الذي استشهد في ميدان الشرف، وهو يدافع عن الوطن، مؤكداً أن الشهيد ومن استشهد من قبل هم فخر واعتزاز القيادة والشعب السعودي، لأنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل أن يبقى الوطن شامخاً». وتوجّه أمير المنطقة بالدعاء لأن يرحم الله الشهيد، وأن يسكنه فسيح جناته، فيما عبّر ذوو شهيد الواجب عن شكرهم لأمير منطقة نجران على تعازيه ومواساته، مؤكدين أنهم وما يملكون فداء للوطن. من جهته، أكد قائد حرس الحدود في منطقة نجران اللواء علي بن عبيد آل نمشة أن شهيد الواجب صالح المحامض اليامي كان من خيرة زملائنا خلقاً وعملاً، ونحن جميعاً نعتبره لا زال موجوداً بذكره الطيب، وسيرته الحسنة، وشجاعته، التي كنا نراها في أفعاله، وأقواله، واستشهاده، رحمه الله، زادنا عزيمة وإصراراً على الذود عن حياض الوطن، ومقدساته، وحرماته، فلن يضيع دمه الطاهر الذي انتثر على ثرى أرض الوطن». وقال اللواء آل نمشة في حديثه ل«الحياة»: «نحن على خطاه سائرون إلى النصر بعون الله تعالى، ونعزي أنفسنا وذويه، ونترحم على شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم، فداء للدين والملك والوطن». بدوره، أوضح والد الشهيد مانع المحامض أنه توجه إلى المستشفى بعد 20 دقيقة من وصول الخبر عن إصابة ولده في الحرب مع الحوثيين، للاطمئنان عليه، لكنه وجده قد استشهد. وأشار المحامض في حديثه ل«الحياة» إلى أنه فخور باستشهاد ولده أثناء دفاعه عن الوطن. مضيفاً: «أولادي ال14 المتبقون رهن إشارة الوطن، ونشكر الله أن ولدنا استشهد دفاعاً عن ثرى الوطن». وأفاد بأن صالح المحامض أعزب، وبدأ عمله في حرس الحدود في العام 1429ه، أي منذ سبعة أعوام.