أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ان «تصميم اللبنانيين على نبذ الفتنة وتحقيق الوفاق انتصر في التأكيد أن لبنان الذي تجاوز الحرب ودحر الاحتلال بصمود شعبه وجيشه ومقاومته ثم عبر باب الدوحة لتعزيز مشاركة الجميع، استكمل اليوم بناء السلطتين التشريعية والتنفيذية»، مشيراً إلى أن «لبنان دخل حالاً من الاستقرار تعزز مجالات التقدم كافة». ونوه بري خلال حفل اقامته «دائرة معارف العالم الإسلامي» أمس في بيروت، ب «دعم سورية الكامل للبنان وللحكومة وبالمواقف الايرانية تجاه المستجدات اللبنانية»، لافتاً الى ان «حملات التهويل الاسرائيلية على لبنان والتي سبقتها سلسلة مناورات حربية وكيانية، إضافة الى الضغوط الدائمة على سلاح المقاومة والتي تترافق مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لواشنطن ومنها الضغوط لعدم تسليح الجيش من الكونغرس، لن تؤدي الى تخلي لبنان عن المقاومة وسلاحها لأنها حاجة طالما استمر الاحتلال والخروق والتهديدات الاسرائيلية باللجوء الى القوة ضد لبنان». وأشار بري الى «الديموقراطية الاحتلالية الاسرائيلية التي تنص على الاستفتاء حول أي انسحاب من أي أراض»، سائلاً: «هل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا خاضعة لهذا الاستفتاء؟»، مشدداً على «أننا في لبنان لن نقبل بإخضاع أراضينا لأي استفتاء، ونحن لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة». واعتبر بري ان «عالمنا العربي والاسلامي يقع تحت ضغط مشروع عدواني استيطاني تمثله اسرائيل، وتحت ضغط للسيطرة على مواردنا بعنوان الشرق الأوسط الكبير»، لافتاً الى ان «المشروعين وصلا الى دائرة التحدي عبر وضع القدس على منظار التهويد ومحاصرتها بالاستيطان والحفر وتجريد المقدسيين العرب من هوياتهم وصولاً الى إعلان حكومة اسرائيل ضم 91 مستوطنة مترافقاً مع اصدار قرارات لهدم منازل فلسطينيين في القدس». ولفت الى «وجود 12 ألف مواطن فلسطيني في المعتقلات الاسرائيلية وبينهم مئات النسوة والأطفال»، مذكراً بأن «الفلسطيني بدأ ييأس». وشدد على أن «الذل الذي توقعه اسرائيل على الفلسطينيين والذي لم يشهد له العالم مثيلاً من قبل، يستثمر ضعفنا ووهننا والانقسام الفلسطيني ووهن الشلل الذي يصيب النظامين العربي والإسلامي والذي نأمل أن يكون موقتاً وأن يقف ويفكر أن هناك طاقة أكبر مما نتصور لدى العالمين العربي والإسلامي». وأشار الى ان «العالم الاسلامي قلق مما يحصل على الحدود - السعودية اليمنية ويتجاوزها الى الأحداث الدامية في باكستانوأفغانستان... ما يثبت أن الرهان على تغيير أميركي كان تغييراً بالوجه وليس بالجوهر»، ولاحظ «انتشار المذهبية على مساحة ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير من أفغانستانوباكستان وحدود اليمن مع السعودية وغيرها». ودعا الى «وقف كل أنواع التطبيع مع اسرائيل والعودة الى مكتب مقاطعة اسرائيل»، مسجلاً ب «ايجابية الموقف الأوروبي الذي هو خطوة الى الأمام لتحقيق الحقوق الفلسطينية». وحيا بري رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على «المواقف الأخلاقية والانسانية من القضية الفلسطينية والشرق الأوسط»، داعياً كل الدول الإسلامية الى «إطلاق مشروع السوق الإسلامية المشتركة». ولفت الى أن «الحوار هو الوسيلة المجدية للوصول الى حلول»، مؤكداً «حق ايران بالوصول الى التخصيب». ودعا الدول العربية كما ايران الى «طاولة حوار مفتوحة حول كل القضايا والهواجس وندعو لوضع الأساس الفكري لمشروع توحيد المذاهب».