استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمناشدة الأممالمتحدة، التي نادت بدعم الشعب اليمني بالحاجات الإنسانية، عبر إصداره أمراً بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن، من خلال الأممالمتحدة. وأكد بيان صدر عن الديوان الملكي أمس «وقوف السعودية التام إلى جانب الشعب اليمني الشقيق». بدوره، أعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن شكره لخادم الحرمين الشريفين، لوقوفه إلى جانب أبناء الشعب اليمني ومساندته لتجاوز محنته الحالية. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحث في اتصالين أجراهما مع الرئيسين؛ الأميركي باراك أوباما، والفرنسي فرنسوا هولاند، مساء أول من أمس (السبت)، بحث فيها العلاقات السعودية مع البلدين، إضافة إلى مجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. (راجع ص2، 8 و9) وفي الشأن ذاته، اتهمت قوات التحالف أمس، المتمردين الحوثيين بارتكاب ممارسات بشعة ضد المدنيين. وبينما رحبت قيادة «عاصفة الحزم» بانضمام قبائل حضرموت إلى الشرعية، بدأت بتنفيذ وعيدها للمتعاونين مع الحوثي بقصف اللواءين 125 و117 المتمردَين. وكشف المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، عن ممارسات ترتكبها الميليشيات الحوثية، كإطلاق النار عشوائياً على من لا يلتزم بأوامرها، واختطافها عمال إغاثة في محافظة لحج، إضافة إلى ممارسة فرز طائفي - قبلي بحق اليمنيين الفارين إلى منفذ الطوال السعودي، والتعامل معهم بناء على انتماءاتهم المذهبية والقبلية. في الوقت نفسه، شكلت قيادة التحالف جسراً بحرياً من جيبوتي إلى الموانئ الغربية لليمن، لتوصيل المساعدات والمواد الإغاثية للشعب اليمني، لأجل تخفيف معاناته، معلنة تقديرها قرار جيبوتي فتح مجالها الجوي لعمليات «عاصفة الحزم». وقالت إنه «يدعم جهود التحالف». وركزت قيادة التحالف أمس على دعم اللجان الشعبية، إذ نفذت عمليات في مثلث (لحج - تعز - عدن)، كما دعمت اللواء 35 الذي يخوض معارك مع المتمردين في تعز، إلى جانب استهدافها القصر الجمهوري في المدينة ذاتها، بعد أن تحول إلى مركز قيادة ومخزن ضخم للأسلحة. وفي حين وصل عدد الغارات التي شنها طيران التحالف 2000 غارة جوية منذ بداية العمليات، قصفت المقاتلات صواريخ «سكود» تم تحريكها، فيما واصلت إسقاط المساعدات العسكرية واللوجستية للمقاومة، التي بدأت تحرز تقدماً مهماً في عدن. وأعلن المتحدث باسم التحالف استشهاد جندي وإصابة آخرين في اشتباكات متواصلة في قطاع نجران منذ عصر أول من أمس حتى فجر أمس، كاشفاً عن وجود معلومات لدى قيادة التحالف بنوايا حوثية للقيام بعملية نوعية على الحدود السعودية. وأكد أن القوات تعاملت مع مصادر النار بحسب الوضع، مشدداً على أن «لن نسمح للمتمردين بتهديدنا، وسيستمر قصف عمقهم». وقال إن ميليشيات الحوثي تحاول جرّ قوات التحالف إلى معركة غير محسوبة». وأضاف: «لكن نحن من نحدد الزمان والمكان، وسنبقي زمام المبادرة بأيدينا». وأوضح العميد عسيري أن الحوثيين أصدروا تصاريح مزورة لشركات الطيران، لدفعها إلى دخول المنطقة المحظورة جوياً، وهو ما حدث مع الطائرة الكينية التي دخلت الأجواء اليمنية من دون إذن، وأجبرت على الهبوط في مدينة جازان السعودية، مشيراً إلى أنها غادرت بعد الانتهاء من إجراءات التحقيق. وأشار إلى أن اللجان الشعبية عثرت في منازل سكنية، استولت عليها من الحوثي، على كميات من الأسلحة، فيما يعد دليلاً على تحول منازل المدنيين إلى مستودعات للذخيرة. وفي إسلام آباد، أكّد المفتي العام لباكستان الشيخ محمد رفيع عثماني وقوف الشعب الباكستاني مع المملكة في الدفاع عن الشرعية في اليمن، والتعامل بحزم مع المتمردين الحوثيين. وشدد مفتي باكستان على أن السعودية «اتخذت القرار الصحيح»، بسعيها في البداية إلى الإصلاح بين الأطراف اليمنية، ثم قرارها الوقوف مع الحق والدفاع عن الشرعية في اليمن بطلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، بعد ما رفضت الفئة الباغية الصلح، مؤكداً أن العلماء وجميع أبناء الشعب الباكستاني يقفون مع المملكة لإحقاق الحق ضد الفئة الباغية في اليمن. من جهته، وصف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي اللبناني محمد الحسيني عاصفة الحزم ب«نهضة عربية» مضيفاً: «المنظومة العربية قامت من جديد، ونحن نرى فيها خيراً إن شاء الله». وفي اليمن، أعلنت قبائل وادي وصحراء حضرموت اليمنية أمس، تأييدها الشرعية الدستورية، والرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه خالد محفوظ بحاح، والأعمال العسكرية التي تنفذها «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية وبقية دول التحالف. وعبّرت في بيان صدر عن اجتماع قبائل وادي وصحراء حضرموت، الذي عُقد أمس في مدينة سيئون - نقلته وكالة الأنباء السعودية - عن شكرها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وبقية دول التحالف، على مبادرتهم ونجدتهم إخوانهم في اليمن.