فرضت الأمطار التي هطلت على محافظات المنطقة الشرقية، مساء أول من أمس، حالة من الطوارئ في منازل مئات الأسر، التي اخترقت قطرات المطر منازلها، على رغم وجود «تحصينات»، كان يفترض أن تحول دون دخولها. فيما كان الوضع في منازل الأسر الفقيرة أشد وطأة، إذ تسبب لهم المطر في تلف أجزاء عدة من أثاث بيوتهم. ودعت جمعيات خيرية إلى مساندة تلك العوائل في هذه الظروف «الصعبة». وتقول سهام محمد التي تسكن في حي المباركية في الدمام: «شقتنا تقع في عمارة حديثة نسبياً، إلا أن الأمطار القوية ارتطمت في النوافذ، فحدث تسرب مياه من خلالها، وتجمعت في الغرف وصالة الجلوس». وبادرت أسرة سهام إلى تجميع الأثاث، ونقله إلى أماكن أخرى في الشقة لم تصل إليها المياه. فيما قام زوجها صباح أمس، بتحصين الشقة، بتركيب مظلات على النوافذ تقلل من دخول مياه الأمطار إلى الشقة. ولكنه يقول: «ماذا أفعل للمياه المتجمعة أمام العمارة التي نسكنها، التي تسببت في منع خروج الأطفال من المبنى، إلا بمساعدة من ذويهم!». وتوضح هيفاء الدوسري (ربة منزل) التي تعرض منزلها إلى تسرب المياه، على رغم أنها تسكن في حي الزهور في الدمام، «اكتشف أبنائي أن المياه تتسرب إلى الغرف، على رغم أننا نسكن في الطابق الثاني، والمنزل حديث البناء، ولا يعاني من أية مشكلة»، مضيفة «شعرنا بالخوف، وأبلغت الجيران لمساعدتي، وقد بذلوا جهوداً كبيرة لإخراج الأثاث، ووضع مفارش على الأرضيات لتجميع المياه وتجفيفها، وكان الوضع مزرياً للغاية. وبعد أن بدأت الأمطار بالانحسار تدريجياً، زالت المخاوف. إلا أنها عادت مجدداً في ساعات الصباح يوم الأحد، فالمياه كانت تتدفق بشكل غزير، فقمنا بإبلاغ الشرطة والدفاع المدني، الذين نصحونا بإخلاء المنزل، لحين توقف الأمطار، ومن حسن حظنا إنها لم تستمر طويلاً، ولو تواصلت لأكثر من ساعة؛ لغرق المنزل بكل ما فيه». بيد أن حال عائلات تسكن في منازل تُصنف ب«آيلة للسقوط» في أحياء تتدنى فيها الخدمات، كان أشد سوءاً مع مياه الأمطار، التي تسببت في إحداث خسائر لهم. وتطالب أم عبد الرحمن، ب «حصر الخسائر، خصوصاً للبيوت الآيلة إلى السقوط، وبين العائلات الفقيرة». وتقول: «زوجي خسر ما تحويه البسطة من بضائع، بعد أن غرقت في مياه الأمطار، وهناك آخرون ممن هم على شاكلته، فقدوا بضائعهم بسبب الأمطار، التي أغرقت الأسواق، وتسللت إلى بعض المنازل». ووجهت جمعيات خيرية في الشرقية، نداءات «عاجلة» لمساعدة العائلات المتضررة بسبب الأمطار، وتقديم معونات لها. وأوضحت المدير التنفيذي للقسم النسائي في جمعية البر في المنطقة الشرقية بدرية العثمان، ل «الحياة»، أن «بعض الأسر التي تضررت جراء الأمطار لجأت إلى الجمعية، وقمنا بتقديم المساعدات العينية والنقدية لها، مثل البطانيات. فيما طالبت بعضها بزيادة إعاناتها، بسبب الأضرار التي لحقت فيها، واحتياجهم إلى ملابس شتاء جديدة»، مشيرة إلى أن الجمعية تساعد 10 آلاف أسرة في شكل دائم.